التغيير سنة الحياة، وهو يعني التطوير والتقدم للأمام، متى كان الاختيار في محله، ومتى وضع الرجل المناسب في مكانه، ومتى بني على الكفاءة والمقدرة، ولاشك ان الكرة السعودية بالتغيير الآخير في لجان اتحاد الكرة دخلت منعطفا جديدا وتقدمت خطوات للامام و قلصت الفارق بينها و الاتحادات العصرية المواكبة لمطالبات الاتحاد الدولي لكرة القدم . آمال كبيرة وامانٍ عريضة نضعها في اللجان، للتخلص من أخطاء الماضي، والاستفادة منها من أجل مستقبل مشرق، والعمل باحترافية تحقق النقلة النوعية للكرة السعودية .. كان هناك الكثير من الإيجابيات في القرارات الآخيرة، والمقام هنا ليس للمدح والثناء، فقد قرأنا واستمعنا للكثير في هذا الجانب، ولكن ننتظر أن يقترن العمل بالأماني والطموحات، وأن يترجم المختارون الثقة التي منحت لهم من لدن القيادة الرياضية، بعد تمحص وتفحص وتأنٍ ورويةٍ تُحسب لسمو الرئيس العام وسمو نائبه، فمنذ العام الماضي تحدث الأمير نواف عن ثمة تغييرات مقبلة، وهاهي تتحقق بعد عام، وذلك يعطي انطباع على أن التريث كان لدقة الاختيار. وكما اشدنا بالمؤشرات الإيجابية، فإن هناك بعض السلبيات التي لازلنا نأمل في التخلص منها، فالازدواجية باقية ومستمرة، وكنا ننتظر أن يُغلق هذا الجانب بتفريغ المختارين في اللجان من العمل في الأندية .. أما الأمور الإيجابية أهمها استقطاب العناصر الشابة، كما لمسنا اهتمامًا كبيرًا بالتخصص ووضع الرجل المناسب في مكانه وفقا لكفاءته وممارسته وخبراته، فهذا زمن الادارة التكنوقراطية، وقديما قالوا (اعط القوس باريها). استراتيجية وخطط وكنا انتقدنا غير مرة عدم وجود خطط وبرامج طويلة وأخرى قصيرة ترسم ملامح المستقبل وباستحداث لجنة الدراسات الاستراتيجية، فإن هذا الجانب قد أُعير كامل الاهتمام، و باتت المهمة على هذه اللجنة كبيرة، والدكتور عبدالرزاق أبو داؤد رئيس اللجنة أهل للصعاب بخبرته وعلمه وتجربته الميدانية. عنينا كثيرا من تكرار سيناريو الخروج عن الروح الرياضية،وتم استحداث لجنة للأخلاق واللعب النظيف، ولا ينبغي لهذه اللجنة أن يُنظر لها انها مجرد شعار، ولكن عليها عمل مهم يجب ان تقوم به، ومفهوم نبيل لابد ان يُرسخ، فهو (زبدة) التنافس الرياضي . والدكتور خالد المرزوقي بتعامله المثالي ينطبق على مسمى هذه اللجنة.أما رئيس لجنة الانضباط صلاح القثامي فكان الله في عونه لأنها أكثر اللجان جدليات في قراراتها وفقه الله، والمسؤولية الاجتماعية كانت حاضرة بلجنة خاصة. الدويش وأسماء أخرى تمنيت كثيرا أن يترأس الخبير القانوني محمد الدويش اللجنة القانونية لمعرفته بأدق الخصائص القانونية الرياضية من خلال معاصرة دامت عقودًا يدعمها التخصص والخبرة ومعايشة أحاسيس ومشاعر الرياضيين. وقد يرى البعض أن الدويش مُتصلب في آرائه ولكنه هذا هو القانون ( 1+1=2 )، ولامحل للنصف، والعبارات (المُمكيجة) والنصوص والمواد القانونية واضحة وجامدة وتؤخذ على علاتها، فهي ليست شعرًا ولا نثرًا ولا مجرد جمل بلاغية، ولن يرتدي (القانوني) عباءةً بيضاء، ليعالج الحدث بعبارات إدارية، هذا رأيي كمتخصص يستمع لآراء خبير قانون، ولو كانت الأمور بالأماني. لتمنيت أن يتم اختيار المهندس فراس التركي - وهو الاقتصادي العصري لعضوية لجنة التسويق -، ومهما اختلفنا مع (فراس) إلا اننا ندرك انه عقلية اقتصادية مميزة تتبوأ منصبًا قياديًا في أكبر البنوك، فكيف لايستفاد منه؟ فالتجربة العملية تتفوق على النظرية والاكاديمية. وسؤالي الأخير : لماذا غاب حمد الصنيع عن اللجان .. وهو المتخصص في الاتحاد الآسيوي ؟ أما وضعه في نادي الاتحاد فلا يختلف عن طارق كيال مع الأهلي .. والأخير شمله الاختيار، وأسماء أخرى جديرة بالاختيار أمثال سامي الجابر، في مهمة الاشراف على المنتخب الوطني ليتفرغ فهد المصيبيح للجنة المسابقات. الاتحاد يتراجع وفي جانب ثان، وعلى نطاق دوري زين، لست مع المبالغين في الانتقاد للاتحاد، والفريق يتصدر ويحصل على العلامة الكاملة (21 نقطة من 7 مباريات)، كما انني لن اكون مع المُطبلين والمُبالغين في الأداء، فحتى الآن لم يقدم الاتحاد في هذا الموسم كرته الممتعة التي عُرف بها في المواسم السابقة، كما ان المستوى سجل تراجعًا مخيفًا في المباراتين الأخيرتين، خاصة امام التعاون، ولابد من مراجعة الحسابات، وألا تُغطي النتائج ضعف المستوى، ومضاعفة مكافأة الفوز على التعاون إلى 10 آلاف مبالغة أخرى، وإن كنت أرى ان المكافأة 10 آلاف عن أي فوز ليست كبيرة، ولكن عتبي على المضاعفة، وامام فريق مثل التعاون دون انتقاص ل “سكري القصيم” فهو بمستوياته وعمل إدارته يستحق كل الاحترام والتقدير. باي باي زياييه ونونو أحق معلوماتي الخاصة تؤكد أن قرارًا اتحاديًا قد اتخذ بالغاء عقد المحترف عبدالملك زيايه، مع أول فترة تسجيل مقبلة وذلك بناءً على رغبة المدرب جوزيه، وأن التحركات الاتحادية بلغت البرازيل ووضعت انظارها على البديل، وربما تغير الحال وتحول البرازيلي إلى برتغالي، فاللغة واحدة .. ونصيحتي أن يحافظ الاتحاديون على لاعب الوسط أحمد حديد وأن يسعون الى اخراجه من حالة (التهميش) التي يعيشها، فهو رقم صعب في كتيبة (النمور)، أما عن نور ففي فمي ماء ولكن صمتي لن يطول وسأفجرها قوية مدوية، فكل شيء في أوانه جميل، وليغضب من يغضب، و بالعودة للاستغناءات، فإن كان هناك استغناء آخر الى جانب زياييه، فالبرتغالي نونو أسيس أولى به، سبع مباريات رسمية لم يقدم خلالها ما يقنعنا ببقائه، لا لمسة ولاحركة، والاستقطاب لا يكون بالتاريخ والسمعة فهذه محلها الأرشيف.