منعت قوة من البحرية الإسرائيلية أمس سفينة مساعدات على متنها عشرة متضامنين يهود ومساعدات طبية وإنسانية رمزية من الوصول إلى قطاع غزة، فيما قال مسؤول في الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة أن (500) سويسري سيشاركون في أسطول الحرية (2) المتوقع إبحاره إلى غزة قبل نهاية العام الحالي لكسر الحصار الإسرائيلي الممتد منذ ما يزيد على ثلاثة أعوام على القطاع الذي يعاني أهله من نقص حاد في إمدادات الغذاء والدواء، وفيما يبدو فإن منسقي الحملة استعدوا بطريقة جيدة لضمان أمن المتضامنين مع غزة على متن الأسطول كي لا يتعرضوا لما تعرض له زملاؤهم من أفراد أسطول الحرية (1) من اشتباكات مع البحرية الإسرائيلية أدت لمقتل (9) أتراك في مايو الماضي، فقد كشف المسؤول عن نوعية المشاركين في الحملة الجديدة إذ سيكون ثلثهم من الإعلاميين بعد الإلحاح الشديد والطلبات الكثيرة التي قدمتها وسائل الإعلام السويسرية للمسؤولين عن الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، فيما سيكون الثلث الثاني من شخصيات سياسية ونقابية هامة، فيما الثلث الأخير سيكون مخصصا لشخصيات شهيرة من المجتمع المدني السويسري، ويبقى السؤال: هل سيشفع هذا الاختيار الذكي لأفراد أسطول الحرية (2) من عدم التعرض للهجوم والاعتداء من قبل القوات الإسرائيلية؟ تبقى الإجابة على هذا السؤال رهنًا بتصرف الحكومة الإسرائيلية حين الإعلان عن موعد محدد لتحرك الأسطول، فبعد التأثير الإيجابي الذي تركه أسطول الحرية (1) بإجبار إسرائيل على تخفيف الحصار عن القطاع، ستحاول إسرائيل جاهدة إجهاض محاولة انطلاق الأسطول من الأساس، وهو أمر غير مستبعد في ظل حظوة إسرائيل لدى القوى العظمى في العالم وتأثيرها القوي على صناع القرار فيها، فهي تعلم أن كل محاولة لخرق الحصار ستدفع باتجاه التعاطف مع قضية غزة أكثر، أما في حال فشلت في منع إبحار الأسطول، فقد لا تتورع عن استخدام القوة مجددًا لمنع “الحرية2 “ من الوصول إلى غزة وكسر الحصار. تآكل الغضب الدولي على الهجوم الإسرائيلي ضد أسطول الحرية 1، وضعف الإرادة الدولية في التصدي للجريمة الإسرائيلية عبر إجراءات دولية صارمة كان حريًّا بمجلس الأمن الدولي أن يضطلع بها، سوف يغوي إسرائيل بالمزيد من الجرائم لأن من أمن العقاب أساء الأدب. النشطاء الذين يجهزون لرحلة أسطول الحرية 2 يهدفون إلى حرية أهل غزة في مواجهةالحصار، أما التردد والعجز الدوليان إزاء جرائم إسرائيل فهما زاد إسرائيل ومصدر حريتها في انتهاك القانون الدولي وارتكاب المزيد من الجرائم بحقه.