استؤنفت صباح أمس الاثنين، أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة لكن على نطاق محدود بعد انتهاء مهلة تجميد الاستيطان منتصف ليل أمس الأول. وفيما دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مواصلة مفاوضات السلام مع انتهاء مهلة تجميد الاستيطان بدون تمديدها، كما تطالب الأسرة الدولية، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الذي يرافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة رسمية إلى باريس أمس، إن الرد الفلسطيني النهائي على استئناف الاستيطان، سيصدر بعد اجتماع لجنة المتابعة العربية في الرابع من اكتوبر. وكانت واشنطن دعت الاسرائيليين والفلسطينيين إلى مواصلة مفاوضات السلام رغم استئناف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، وجددت مطالبتها تل ابيب بالإبقاء على تجميد بناء مستوطنات جديدة، مؤكدة أن الموقف الأمريكي في هذا الخصوص «لم يتغير»، بحسب المتحدث باسم البيت الأبيض. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة أمس ان الجرافات كانت تعمل خصوصا في مستوطنة آدم بشمال الضفة الغربية، حيث من المقرر بناء نحو ثلاثين مسكنا. من جهتها افادت المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي بأن اعمال البناء ستستأنف ايضا في ثماني مستوطنات أخرى على الاقل، بينها كريات أربع المتاخمة لمدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية. وفي شأن المصالحة الفلسطينية، أكدت حركة «حماس» أن جهود المصالحة ستستمر بغض النظر عن مسألة استمرار أو توقف مفاوضات السلام، التى تخوضها السلطة الفلسطينية وحركة فتح مع الجانب الاسرائيلى بوساطة أمريكية، بحسب تصريحات عضو المكتب السياسى لحركة حماس عزت الرشق. فيما أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أنه قد تم الاتفاق على عقد لقاء ثان بين حركتي حماس وفتح في دمشق الأسبوع المقبل، من أجل التفاهم على كل المشكلات العالقة بشكل شامل وصياغتها في ورقة لتوقيعها. وقال «بعد الانتهاء من ورقة التفاهمات ستقوم مصر بدعوة جميع الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة للتوقيع على الاتفاق من أجل إعلان المصالحة الوطنية الفلسطينية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب». وأضاف إن «شاء الله سنحتفل جميعا باتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية في مصر قريبا». من جانبه، قال الرشق ل «المدينة»: إن المصالحة الفلسطينية مطلوبة بحد ذاتها، وبغض النظر عن الملفات الأخرى، نحن نرى أن هناك مصلحة من استمرار هذه الجهود لأنها شأن فلسطينى داخلى، ومن شأنها أن تقوى موقف الشعب الفلسطينى، وتجعله يقف موحدا أمام الغطرسة الصهيونية. واعتبر الرشق أن اللقاء الذى جرى فى مكة بين الوزير عمر سليمان ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل هو الذى فتح الباب أمام هذا الاجتماع، حيث تم الاتفاق على أن يحث عمر سليمان الرئيس أبو مازن على أن ارسال وفد من حركة فتح الى غزة أو دمشق للقاء وفد حركة حماس، وهى خطوة توضح دور مصر فى تذليل العقبات أمام المصالحة. وحول أهم نقاط الخلاف التى تم التوافق عليها والأخرى التى تم ارجاؤها، رفض الرشق التطرق الى هذه النقاط، مؤكدا أنه تم الاتفاق بين الحركتين على تجنب التطرق لتفاصيل هذه النقاط فى وسائل الاعلام حتى لا نعكر صفو الجو الايجابى. وقال: انجزنا شوطا جيدا وكبيرا ولم يتبق إلا شيء يسير، والأمور مبشرة لانجاز المصالحة هذه المرة أكثر من أى وقت مضى. من جهته، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس، ان “الرد على الصلف الصهيوني هي في المصالحة اولا ثم في امتلاك اوراق القوة بين ايدينا كفلسطينيين حتى لا نذهب الى الهيجاء بغير سلاح”. واعتبر مشعل التفاوض “بغير اوراق قوة عبث” وان “نتانياهو ليس الرجل الذي يمكن ان يصنع سلاما في المنطقة”