مع التطور المستمر في التقنية ووسائل الاتصال أصبح من السهل التواصل مع أي شخص بأي منطقة في العالم، وذلك بضغطة زر تجوب مناطق شتى، وقد انتشرت غرف الشات “الدردشة” والمواقع الاجتماعية الخاصة، مما جعل التحدي كبيرا على المجتمع المسلم، وبخاصة أن بسبب هذه المواقع المفتوحة للتعارف والتسلية انهارت أسر وتفككت بسبب الخيانة الزوجية، لكن يظل هناك صوت يقول إن ليس كل من يستخدم الدردشة يخون زوجته إنما هي تسلية وترفيه وتعارف لا يتعدّ حدوده، "الرسالة" سألت المختصين: هل يعتبر ولوج الأزواج إلى غرف الشات خيانة زوجية أم تسلية بريئة.. فإلى ثنايا الموضوع: بحثٌ عن مفقود! أكد الأستاذ محمد المنيع أن دخول الأزواج إلى الشات إنما هو بحث عن مفقود من نقص المشاعر والحب وأضاف: دخول الشات هو بحث عن المفقود خاصة في المشاعر كالحب والحنان والنقص الكبير الذي تشعر به، وهذا يسبب جفافا عاطفيا والبحث عن المفقود بأي طريقة، كانت المهم أن يحصل على ما يكمل به النقص ولو كان عن طريق الخطأ. شروط ثلاثية للخيانة من جانبه يضيف الخبير والمرشد الأسري الأستاذ ياسر نصار أن محادثة الشات تعتبر خيانة للأسرة إذا توفرت فيها شروط فقال: تعتبر المحادثة بين الجنسين في غرف الشات خيانة زوجية في حال توفرت أركان الخيانة وهي (السرية - المتعة - التحدي) عندها فقط تكتمل الخيانة وتظهر ملامح وجود طرف ثالث دخيل على الأسرة. ومن أهم التغيرات التي تطرأ على المتحدث بالشات تغير العلاقة العاطفية والجنسية واختلاق الأعذار للبقاء أطول فترة أمام الجهاز، وكذلك سرعة الضجر من المتطلبات التي تتطلب خروجًا من المنزل وكذلك زيادة معدل السرية بوضع الأرقام السرية للجهاز والموبايل وخلافه، ويحقق الخيانة بشكل أكبر وجود متعة خاصة مع الطرف الدخيل وتنتج هذه المتعة غالبًا عند غياب لغة الحوار بالمنزل، ومن الظواهر التي تطرأ وتدل على وجود علاقة خاطئة مطالبة الطرف المشترك بالخيانة الطرف الآخر بحقوقه ولومه على التقصير ووضع المقارنات بينه وبين الآخرين بالخارج. وأضاف نصار موضحًا أن التحدي يبدأ حينما توجد المتعة السرية فقال: إذا توفرت السرية والمتعة يبدأ التحدي ومحاولة إخفاء التغيرات والمشاعر التي بدأت تصرف للطرف الثالث ويبدأ الملل الزوجي يزداد ويتسبب في المواجهة بين الطرفين. ولكي يبقى الحديث في غرف الشات تسلية بريئة يجب البعد عن المحاذير الشرعية، وأن يكون الحديث بين الجنسين في الإطار المسموح والعلني، وتجنب ما يثير الشك ويوجد الفتنة، ومن الممكن الحد من هذه الظاهرة عن طريق تعلم أنماط الشخصية وتطبيقها في الحياة الزوجية لتحقيق أكبر قدر ممكن من التواصل بين الزوجين. هروب من واقع وبدوره يُشارك المستشار ومدير التدريب والتطوير في مركز الرؤية الثالثة المهندس صهيب عيسى مؤكدًا أن لجوء الأزواج لغرف الدردشة هو هروب من واقعهم فيقول: من وجهة نظري فإن لجوء الأزواج لغرف الدردشة على الانترنت هو هروب من حالة معينة تواجههم، بدلًا من اللجوء لحلها يهرب أحدهما أو كلاهما إلى ما يسمى في البداية التسلية وإضاعة الوقت للهروب من حالة معينة يعيشها، ومع مرور الأيام تزداد هذه الساعات التي يقضيها أمام الجهاز ورويدا يبدأ التعلق بمن يتسلى معه أو معها ومن هنا ومن وجهة نظري قسمت المشكلة وفصلتها على حسب ما أرى: أولا: سبب المشكلة من واقع كتاب قرأته من تأليف ال كوبر بعنوان “الجنس والانترنت”، حيث قال: إننا نسمع من المعالجين في جميع أنحاء البلاد أن الأنشطة الجنسية على شبكة الإنترنت هي السبب الرئيسي في المشاكل الزوجية، ولذلك فإننا نحتاج أن نتفهم بشكل أفضل العوامل المساعدة إذا كنا نرغب في تحذير الناس من أن الانزلاق وراء المغازلات على الإنترنت ينتهي عادة بالطلاق، كما حذِّر الباحثون الاجتماعيون أن الإنترنت -وغرف الدردشة تحديدًا- التي تسهل عملية إقامة علاقات بين الجنسين في الخفاء بعيدًا عن أعين الجميع قد يمثل خطورة كبرى، لأنه يمهد لحالة التمادي فيها إلى ما يعرف “بالطلاق المعنوي” أو “العاطفي” قبل أن يقع الطلاق الحقيقي والفعلي! فالجلوس أمام الكمبيوتر لساعات طويلة يقتل الحوار العائلي ويحرم الزوج والزوجة من التواصل، مما يؤدي إلى تذبذب العلاقة بين الزوجين، وتصل في كثير من الأحيان إلى تشرذم كل فرد على نفسه، مبتعدًا عن الآخر فيحدث الطلاق العاطفي ومن هنا تبدأ الخيانة الإلكترونية. خيانة فعلية واسترسل صهيب فقال: “ومن واقع دراسة لوكالة ريليت البريطانية، التي تختص بحل المشاكل الزوجية والعاطفية في بريطانيا فإن شبكة الإنترنت بدأت تلعب دورًا خطيرًا في تحطيم العلاقات الزوجية، وتقول “أنجيلا سبسون” رئيسة الوكالة: إن كثيرًا من الرجال والنساء يقضون أوقاتا طويلة على الإنترنت على حساب الوقت الذي يمكن أن يقضوه مع الزوج أو الزوجة، وأن الانترنت أصبح بوابة أمام الزوج والزوجة لإقامة علاقات عاطفية غير مشروعة، وبدأنا نسمع عن أزواج يخونون زوجاتهم مع نساء أخريات بواسطة غرف الدردشة على الإنترنت، وكذلك أوضحت صحيفة “الكوزموبوليتان” الأمريكية أن غرف الشات تعد خيانة فعلية وانتهاكًا لقدسية العلاقة الزوجية، فلا علاقة زوجية سليمة وصحية بينما الزوج يسهر الليل على الإنترنت يحب ويعشق امرأة أخرى. وأضاف صهيب فقال: وعلى الأرجح والأكثر انتشارا حسب دراسة اجتماعية في جامعة فلوريدا الأمريكية بأن أعداد المتزوجين الذين يدخلون على الشبكة بهدف الإثارة الجنسية في ازدياد مطرد، بل إن شبكة الإنترنت ستصبح قريبًا أكثر الطرق شيوعًا للخيانة، وأن غرف الدردشة “CHAT” هي أكثر الأسباب وراء انهيار العلاقات الزوجية والوقوع في فخّ الخيانة الزوجية، وإن كانت هذه الدراسات تنطبق على مجتمعات غربية مفتوحة لا تقف كثيرًا أمام التقاليد والعادات والدين مثل الشرق، فما بالنا بمجتمعات عربية ما زالت تعترف بالتقاليد والعادات لحد الانغلاق والكبت -إن جاز التعبير- وعالم الإنترنت عالم محاطٌ بالسرية والدهاليز المظلمة بعيد عن النور! وتؤكد دراسة علمية أجرتها باحثة بجامعة فلوريدا الأمريكية أن أعدادًا متزايدة من المتزوجين يدخلون إلى غرف الدردشة على شبكة الإنترنت من أجل الإثارة الجنسية، وقالت يباتريس مايلهام التي قامت بالدراسة: إن شبكة الإنترنت ستصبح قريبًا أكثر الأدوات الدافعة للخيانة، وتؤكد مراكز الاستشارات في الولاياتالمتحدة أن غرف الدردشة هي أكثر الأسباب وراء انهيار العلاقات الزوجية، فالمشكلة ستزداد سوءًا مع ازدياد أعداد الأشخاص الذين يتصلون بالشبكة، وأشارت إلى أنه لم يسبق أن كانت الأمور في متناول المتزوجين الذين يبحثون عن علاقات سريعة مثلما هو الأمر عليه مع الإنترنت. وكشفت الدراسة عن أن أغلب العلاقات بدأت بشكل ودّي ثم تحولت إلى شيء آخر أكثر جدية، وأضافت الدراسة أن ثلث الأشخاص الذين اشتركوا في الدراسة التقوا بعد ذلك بمن اتصلوا بهم، وانتهت كل الحالات ما عدا حالتين بعلاقة حقيقية، وفي إحدى الحالات أقام رجل علاقة مع 13 سيدة التقى بهن على شبكة الإنترنت.