في مسح أجراه معهد جالوب الأمريكي ونشرته مجلة «فوربس»، حول قائمة أسعد الشعوب في العالم، احتلت دولة الإمارات المركز ال (20) عالمياً والأول عربياً، بينما احتلت المملكة العربية السعودية المركز ال (58) في القائمة، فيما تصدرت الدنمارك القائمة. وقد اعتمد مسح جالوب على سؤال وجه لآلاف المواطنين في (155) دولة حول العالم، وهو: «ما مدى الرضا العام عن حياتك؟». بالطبع هناك عشرات أخرى من الأسئلة التي يمكن أن تتفاوت إجابة الناس عليها، بل أن الفلاسفة والمفكرين تباينت إجاباتهم حول إيجاد معنى متفق عليه للسعادة، وقد تعددت الإجابات ما بين الدين والعلم والمال والصحة والشهرة والسكينة الداخلية. غير أن الاتفاق على معنى السعادة يبقى مفتوحا للاجتهادات وطبيعة شعوب العالم. وقد اخذتني هذه النتائج إلى تلك التصريحات «الفخيمة» والرنانة التي تخرج على لسان بعض المسؤولين ويرددها - ربما عن غير قناعة - بعض الكُتاب بأننا قد تجاوزنا دول العالم الثالث ودخلنا بوابة دول العالم الأول وغيرها من الطروحات المماثلة. فالواقع على الأرض الذي تؤكده دراسات واستقصاءات تخرج بين حين وآخر هي بلا شك أجراس إنذار يجب التنبه لها وان تكون مؤشرا لوجوب العمل الجاد وليس الدعاية الفجة او المشاريع الهلامية وذلك للخروج على الأقل من الوهم الذي يعيشه بعض مسؤولينا الذين أشك أنهم يعيشون ما يعيشه غالبية الناس، أو ربما هم يتحدثون عن أناس من كوكب آخر؟!