يعكس اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتصاعد وتيرة الأحداث على الساحتين اللبنانية والفلسطينية مدى اهتمام المملكة بهاتين القضيتين المحوريتين، إلى جانب استشعاره – حفظه الله - بأهمية القيام بالدور المناط به الذي ظلت المملكة تضطلع به منذ عهد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز – يرحمه الله- لنزع فتيل الخلافات والتوترات بين الأشقاء الذي تشتد وتيرته في الفترة الراهنة في الحالتين الفلسطينية واللبنانية بشكل لافت، لاسيما في ظل تعثر المصالحة الفلسطينية واستمرار الوضع على ما هو عليه في قطاع غزة حصارًا من قبل إسرائيل وخصومة بين حماس والسلطة، فيما بدأت تلوح في الأفق بوادر أزمة لبنانية جديدة على خلفية ما أصبح متداولاً في الساحة اللبنانية السياسية حول قرار المحكمة الدولية (الظني)، إلى جانب ما يعكسه هذا الاهتمام الكبير بتطورات القضيتين الفلسطينية واللبنانية من إدراك المملكة لحساسية هاتين القضيتين وتأثيرهما على المنطقة . من هنا فإن زيارات خادم الحرمين الشريفين التي يقوم بها بين الحين والآخر إلى الدول العربية الشقيقة بما في ذلك سوريا ولبنان لرأب الصدع وإنهاء الخلافات بين الفرقاء، إلى جانب مصر والأردن بهدف التشاور والتنسيق، من أجل لم الشمل وتوحيد الكلمة والمواقف لقطع الطريق على أعداء الأمة الذين يسعون إلى شق الصف العربي ونشر الفتنة وزرع بذور الخلاف بين أبناء البلد الواحد والقضية الواحدة. ما يزيد من فاعلية الدور السعودي حرص المملكة بشكل دائم على الوقوف على مسافة واحدة من كافة أطراف النزاع بما ظل يشكل مبدأً ثابتًا في سياستها الخارجية. يمكن القول في المحصلة أن المملكة لا يمكن أن تتخلى عن دورها التاريخي والأخلاقي تجاه الأشقاء سواءً في لبنان أو فلسطين، وأنها من خلال التنسيق والتشاور مع الأشقاء في مصر وسوريا والأردن تضع نصب عينيها دائمًا مصلحتها ومصلحة أمتها، قبل أي اعتبار آخر.