أثار كاريكاتير بتوقيع الرسام «المرزوق» نشرته صحيفة الجزيرة يوم الثلاثاء 11 مايو 2010 الماضي أصداءً واسعة بين القراء وفي المواقع الاليكترونية. ويظهر الكاريكاتير شخصين من أفراد الهيئة يهاجمان رجلاً وزوجته، أظهرها الرسام تصيح مستغيثة بزوجها نتيجة لهجوم أحد الرجلين عليها قائلة: «الحقني يا أبو سعد»، بينما يظهر أبو سعد الذي يُمسك بخناقه رجل آخر وهو غير قادر على مساعدة نفسه؟! ولا أدري فيما إذا كان الكاريكاتير هو تعبير عن واقعة فعلية تناولتها الصحف مؤخراً عن مداهمة عضوين من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «فرع السليمانية» مواطناً وزوجته أثناء وجودهما في أحد المطاعم. فقد تعرض عضوا هيئة الأمر بالمعروف للمواطن ثامر السيف وقام أحدهما بإمساك يده بالقوة، كما يقول، طالباً منه التعريف بنفسه وإبراز بطاقته العائلية. وبعد أن أعطاهما ما أرادا سألاه: من أين قدمت؟ ومع من تسكن؟ وفي أي حي؟ وبعد عدة أسئلة قام أحدهما بالانفراد بزوجته من وراء الستار وقام بطرح نفس الأسئلة. ورغم تأكد عضوي الهيئة بأن المرأة هي زوجة المواطن ثامر إلا أن أحدهما حاول، كما يقول، فتح نقاش معه، مما اضطر المواطن وزوجته إلى مغادرة المطعم ولكن الرجلين تابعاه حتى آخر الإشارة في نفس الشارع الذي يقع فيه المطعم. ورغم أن الكاريكاتير (Caricature) هو اسم مُشتق من الكلمة الايطالية «كاريكير» (Caricare)، التي تعني «يُبالغ» إذ يبالغ رسامو الكاريكاتير في تناول الظواهر التي يعاني منها المجتمع. 3فإنه إذا صحت الواقعة التي يرويها المواطن ثامر السيف فإن عنصر المبالغة عند الرسام «المرزوق» لم يكن كبيراً .. فهناك شكاوى متكررة من اقتياد رجال الهيئة أفرادا مع زوجاتهم إلى مركز الهيئة بسبب الاشتباه، وذلك بالرغم من التشديد على منسوبي الهيئة عدم الأخذ بالشبهات وتحري الدقة وعدم استجواب النساء والانفراد بهن. وإذا كان كاريكاتير واحد يمكن أن يحل أو يفوق في التعبير أحياناً محل عشرات المقالات والتقارير الصحفية، فإن كل ما كُتب عن الهيئة لم يثن المسؤولين فيها – حتى الآن – عن الإصرار في تصوير أنفسهم في صورة «البعبع» الذي أصبح من أساطير الماضي السحيق!