تنتشر الكثير من المشاكل الصحية عند الأطفال حديثي الولادة والرضع التي قد تؤرق الأهل بشكل واضح لدى زيارتهم لأطباء الأطفال. ومن أهم هذه المشاكل مشكلة “يرقان الخدج” أو الصفاري، كما هو معروف بين الناس. أما عن التعريف العلمي فيذكر الدكتور نصر الدين الشريف مساعد مدير إدارة التدريب والتثقيف أن الصفاري عند الأطفال حديثي الولادة ظاهرة هامة كثيرة التصادف عند الوليد، وهو عبارة عن اصفرار البشرة عند الطفل مصحوب باصفرار واضح بالعين. ويذكر الدكتور نصر الدين أن أكثر أنواع الصفاري انتشارا هو نوع “الصفراء الفسيولوجية”، ويحدث في اغلب الأحيان في الأسبوع الأول من حياة الرضيع بين اليوم الثاني والخامس، ويزول بعد حوالى أسبوع أو اثنين ولا يحتاج إلى علاج ويعود السبب فيه إلى نقص مؤقت في خميرة الكبد الخاصة بتحويل المادة الصفراء الناتجة عن انحلال كريات الدم الحمراء الزائدة إلى مادة يمكن فرزها في البول والبراز. بالإضافة إلى نوع آخر من أنواع الصفاري وهي “الصفراء المرتبطة بالرضاعة الطبيعية”، ويكون سببها هو حليب ثدي الأم وتشخص عن طريق إيقاف الرضاعة لمدة 24 ساعة واستخدام الحليب الصناعي فإذا انخفضت نسبة الصفاري فيكون الطفل مصابا بصفراء الرضاعة وبالتالي يمكن علاجها بسهولة. ويضيف الدكتور نصر أن اليرقان أو الصفاري يزيد بنسبة كبيرة لدى الطفل المبتسر وهو الوليد الذي ولد قبل اكتمال فترة الحمل أي قبل إكمال الأسبوع ال36. أما عن وقاية المولود من الصفاري فيذكر الدكتور نصر انه يجب فحص دم الام أثناء الحمل لتحديد مقدار المواد الضارة فيه، وإذا كانت مرتفعة النسبة فمن الضروري تكرار الفحص ولكن عن طريق تحليل سائل السلي عن طريق اخذ عينة منه بالإضافة إلى فحص الأم عن طريق الأشعة فوق الصوتية، أما بعد الولادة فيجب فحص مادة الهيموجلوبين الموجودة في دم الحبل السري فإذا كان مقدارها اقل من 17جرام لكل 100 ملي لتر فهذا يعني أن الوليد مصاب. وعن خطورة الصفاري على الوليد يقول الدكتور نصر انه في حال زيادة المادة الى أكثر من 25 جراما فإنه يصيب خلايا المخ وصبغتها بهذه المادة مما يسبب تلفها والمسبوق بضعف بدني عام ومن ثم تقلص في العضلات وانحناء في الظهر وصولا للتخلف العقلي. ويؤكد الدكتور نصر أن اغلب الأطفال المصابين يمكن شفاؤهم بإذن الله إذا كانت الرعاية أثناء الحمل كاملة وعلاج الوليد في أسرع وقت ممكن وفي بعض الحالات يمكن الاكتفاء بتعريض الوليد للضوء لخفض مستوى المادة الصفراوية في الدم وهذا عن طريق وضع الطفل تحت ضوء خاص فتحدث تغييرات في شكل وتركيب جزيئات المادة الصفراوية بحيث يمكن التخلص منها عن طريق البول والبراز.