كما شهدت الجلسة الصباحية ليوم أمس الأربعاء والتي أدارها الدكتور سعيد السريحي وميسون أبوبكر مداخلات ساخنة مع الأوراق الأربع المقدمة التي استهلها د.محمد الربيع متناولاً ثقافة الخطاب ومحاولة استغلال الخطابية والبلاغة المخادعة بتحرير خطابه وتدمير الخطابات الأخرى. ثم قدم د.ظافر الشهري ورقة بعنوان «الخطاب السعودي وإشكاليات المصطلح» تناول فيها تعدد الخطابات الذهنية السعودية، مركزًا حديثه حول الخطاب الديني والأدبي والإعلامي، معتبرًا أنها تشكل خطابًا سعوديًّا له حضوره على خارطة الخطاب العربي الإسلامي، مقترحًا تحديد هوية واحدة للخطاب السعودي تمثل هذه السياقات في خطاب متكامل بغية تجلية هذا المصطلح وتحديد أهمية وقيمة كل من هذه الخطابات. أعقبه د.مرزوق بن تنباك بورقة عنوانها «رؤية إبراهيم البليهي وخطابه النقدي» مشيرًا إلى أن البليهي تنصب جلُّ خطاباته واهتماماته على عوامل النهوض والانحطاط في تاريخ البشرية، وكانت مقالاته تحمل صدمات مثيرة ومباشرة للراكد والثابت في حاضرنا باعثة كثيرًا من التساؤلات التي يعرضها بخطاب فكري واضح التوجه، ملخصه أن في عالمنا العربي والإسلامي مجالاً خصبًا للحديث عن المتناقضات في ماضيه البعيد وفي حاضره الراهن. ورقة عائشة صالح الشمري «تغريب الخطاب الثقافي في الإعلام العربي» سلطت الضوء على المحطات الإعلامية ممثلة في الإذاعة والتلفزة والصحافة، مشيرة إلى أن هناك أبعادا خطيرة متعددة تستدعي الوقوف المتأني عليها، لردم الهوة الشاسعة التي تفصل بين الوجه الحقيقي لنا، والأقنعة التي لا تشبهنا، ويروَّج لها إعلاميًّا.. مبينة أن إعلامنا بات لا يتصل بهويتنا في كثير من التفاصيل. وتبنت الورقة بشكل أساس الدعوة إلى كلّ ما من شأنه حماية هويتنا القومية، وخصوصيتنا الثقافية من الانحلال والتلاشي تحت تأثير موجات الغزو الذي يمارس على الإعلام العربي واعتبرت الشمري الغزو الإعلامي من صراعات الهوية الكبرى، وهو جزء له دوره الخاص في معادلة النصر والهزيمة؛ فالأقوى إعلاميًّا أقدر بالضرورة على الحضور الحقيقي بأدواته السلطوية العالمية. أولى المداخلات أشارت فيها د.نورة المري إلى أن د.ظافر الشهري في حديثه عن التطرف الفكري كان متطرفًا متشددًا، فيما وجه أحمد العطوي استفسارًا للشهري حول ملامح الاعتدال التي يدعو لها، متوجهًا إلى عائشة بالإشارة إلى ان ميثاق شرف الإعلام العربي حبر على ورق. فيما علق د.محمد الهدلق على ورقة ابن تنباك قائلاً: البليهي لديه نقص في تكوينه الداخلي. وتساءل: هل طرح البليهي من الممكن أن يكون موضوعيًّا؟