كثيرة هي الاشياء والمعاني والحقائق التي تحيط بنا وبحياتنا، نتعامل معها نستعملها، لا نستطيع العيش دونها. لكننا لا نوليها اهتماماً وعناية كما ينبغي.. ولا نمنحها لحظة تأمل نستشعر خلالها قيمتها واهميتها والدروس والعبرالتي يمكن ان تضيف لنا الكثير. لذا وددت اليوم ان اقف عند بعض الاشياء، والمعاني، والحقائق التي تستحق ان نلتفت اليها ونتأملها لنرى الجانب الآخر منها. * نمشي عليهما، نسير بهما على دروب الحياة، نستعملهما للركض والركل.. والوقوف.. الا اننا غالباً ما نهملهما، ونجدهما غير مقبولتين إما بسبب شكلهما.. او رائحتهما.. او لانهما تحتلان المرتبة الادنى من اجسامنا!! انهما اقدامنا!! هذان العضوان من الجسم اللذان قلما نهتم بهما.. يؤديان دوراً عظيماً في حياتنا.. ويعكسان كل ما في اعماقنا.. ويشرحان في صمت كل ما نعاني منه.. وما يضايقنا!! فالطب الحديث يؤكد على ان هناك علاقة وثيقة بين حالة المريض النفسية، وصحته الجسدية العامة. وان اي اضطراب يحدث لاحدهما ينعكس على الآخر. واقدامنا مثل اي عضو في اجسامنا.. يتأثر بما يحدث في أعماقنا ويعبر عن ذلك ولكن في صمت.. وتحتاج منا لحظات من الاهتمام. وعليه.. فان اي اعراض تظهر على قدميك انما هي بوح صامت يخبرك بما يحدث في اعماقك.. فانصت اليه.. واهتم به.. سواء كان جلداً متصلباً.. او التهاب مفصل.. او مسامير القدم او جروحاً.. وتشققات.. او تورماً.. او حتى رائحة كريهة.. وفطريات. كل ذلك ما هو الا اشارات صادقة صامتة.. تنبئنا بأن هناك مشكلة تسكن حياتنا العاطفية والنفسية. ولا يقف الامر عند هذا الحد وهو ان العلامات التي تظهر على القدم تكشف اوضاعنا النفسية بل يتعداه ليخبرنا بان مكان ظهور هذه العلامة.. هو دلالة اكثر دقة وعمقاً. قد يخلط البعض بين هذا الكلام وعلم العلاج بالقدم (ريفلكسولوجيا) لكنهما مختلفان. (فالريفلكسولوجيا) نوع من العلاج يهتم بتدليل اليدين والقدمين بالاعتماد على نقاط معينة تعالج المشاكل الصحية المختلفة اذ ترتبط كل نقطة من اليدين والقدمين بعضو محدد من اعضاء الجسم.. وهي طريقة مختلفة عما اكتب عنه. فما اكتب عنه يدعونا لان نهتم بأقدامنا.. وبما تبوح له لانه يرسم لنا خارطة الطريق لنصل الى مشاكلنا العاطفية والنفسية.. فكل مشكلة ومرض يظهران على اقدامنا.. انما يعبران عن مشكلة في نفسياتنا. * علاقتنا بالعالم المحيط بنا.. وبكل ما في الوجود تنبع منا وتعود الينا. ونوايانا الداخلية تصنع واقعنا، وظننا بالله تعالى يحدد مصائرنا فان كان ظننا بالله خيراً.. فسننال الخير.. وان كان غير ذلك فاننا حتماً سننال ما نستحق. وهذا يؤكد على اننا لا نحصل الا على ما نمنحه.. وان داخلنا مرتبط بما هو لنا. ولو تأملنا قول الله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) لوجدنا ان ثبات النعم او زوالها يعود الى قدرتنا على الثبات على الخير او تحولنا الى الشر. فالنوايا الحسنة.. والعطاء والتسامح وحسن الخلق.. يمنحنا فرصاً للحصول على نعم الله وثباتها.. اما التحول الى الحقد والحسد والكراهية والنوايا السيئة فانه حتماً سيحول مصيرنا الى زوال النعم وتغيرها وتبدلها. فدائماً نحن نردد (على نياتكم ترزقون).. لكن قليلاً منا من يعي عمق هذا القول وحقيقته.. لذا نحن بحاجة لان نمنح هذا لحظة اهتمام. * في عصر تزايدت فيه الامراض، واستعصى كثير منها على تقنيات الطب واختراعاته وابحاثه.. ولف الغموض بوشاحه الكثير من اسباب تلك الامراض والعلل. اعتقد اننا بحاجة الى جانب الطب االتقليدي، والطب البديل والتجانسي.. وكل اساليب العلاج التي بدأت تهب للمساعدة.. اعتقد اننا بحاجة الى نوع جديد من العلاج وتقنياته.. وهو (العلاج بالاخلاق) عندئذ سنستطيع ان نتغلب على كل الامراض. فامنح امراضك.. لحظات اهتمام تداويها بالاخلاق.