تقتضي الزمالة وأخلاقيات المهنة، أن أوجه تحية عطرة لأخي الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) الغراء ، والذي يمكن تسميته رجل المفاجآت في المجتمع الإعلامي. لقد فاجأ أبو بشار جميع الزميلات والوسط الإعلامي منذ شهور، بنشر الأرقام الموثقة لمبيعات وتوزيع (الجزيرة) في صدر الصفحة الأولى كل صباح، وطالب الصحف السعودية كلها بنفس القدر من الشفافية، ونشر أرقام توزيع صحفهم. ثم لم يلبث أبو بشار حتى فاجأنا بتدشين قسم نسائي صحفي متكامل، وكادر نسائي سعودي متفرغ ومؤهل، يضم 46 صحفية بينهن 25 صحفية متفرغة، ويعتبر هذا القسم الأكبر في الصحافة السعودية، سواء من حيث العدد أو تكامل العمل، بمعنى أن الفريق النسائي يضم من الكفاءات ما يغطي مختلف جوانب العمل، بما في ذلك الإخراج الفني، وتتمتع صحفيات الجزيرة بمرتب 3 شهور بدل سكن وراتب شهر مكافأة سنوية، وبدل نقل شهري وتأمين صحي واجتماعي. * * * المفاجأة الثالثة للجزيرة الغراء، هي تأسيس أضخم أرشيف صحفي إلكتروني على مستوى الصحف السعودية، يوثق لأحداث أكثر من خمسين عاما من تاريخ المملكة والمنطقة والعالم، ويضم نصف مليون صفحة. وأخيرا فاجأنا أبو بشار بتقديم مركز الجزيرة للتدريب الإعلامي، الذي تأسس عام 1995، وتخرج منه أكثر من 1200 متدرب في مختلف مجالات العمل الإعلامي، بدءًا من التحرير الصحفي، والتصميم والإخراج، والتصوير الفوتوغرافي، ومهارات اللغة الإنجليزية، والحاسب الآلي، والإنترنت، والطباعة، وجودة الألوان، والأعمال الإدارية والتسويقية، والتصحيح اللغوي. * * * ومع التهنئة القلبية لأخي الأستاذ خالد المالك، والإعجاب بخطواته التطويرية الكبيرة ومهنيته العالية، أجد من الواجب الإشارة، الى أن هذه الجريدة الغراء (المدينةالمنورة) كان لها فضل السبق في الصحافة السعودية، لتأسيس مركز معلومات وارشيف عصري للمؤسسة، بدأ ذلك معالي الشيخ أحمد صلاح جمجوم حوالى عام 1385، وتبرع لذلك بمكافأته السنوية، ثم تبعه الشيخ ابراهيم أفندي مدير عام المؤسسة، الذي كان شديد الحماس للمشروع والدعم له، وتسلم المهمة أخيرا معالي الدكتور غازي عبيد مدني رئيس مجلس الإدارة، الذي نرجو أن تكون ثمرة جهوده تطوير هذا المركز تطويرا شاملا. * * * أما عن مشاركة المرأة السعودية في مختلف مناحي المهنة الصحفية، فقد كان السبق المبكر في ذلك للمدينة، ويعود الفضل في ذلك لشيخنا الأستاذ عبدالله القصبي مدير عام المدينة سابقا، الذي تبنى هذه القضية ببعد نظره واستشرافه للمستقبل، وبذل جهودا كبيرة لتأسيس قسم نسائي للجريدة، في وقت كان الناس ينظرون شذرا لمن يجرؤ حتى على الحديث في هذا الموضوwع. وفي الختام، لابد أن نسجل لمؤسسة المدينة أنها أنفقت خلال العامين الماضيين، أكثر من 130 مليون ريال، لتجديد مطابعها الصحفية والتجارية، وتطوير البنية التحتية للجريدة من حيث التقنيات الحديثة، وبناء مقر ثان للجريدة ومطابعها، واتخذت خطوات متعددة للإصلاح الإداري والمالي، وإنا لنأمل بالمزيد من خطوات التطوير التي تدعم مكانها بين زميلاتها من الصحف في ركب الإعلام السعودي المعاصر.