اصبحت الظاهرة المألوفة للناس في الطائف وقد تصبح معلما من معالم المحافظة على المدى القريب، خروج الناس سعوديين ومقيمين حاملين "الجراكل" والراويات الى صنابير المياه من اجل الحصول على عصب الحياة، هذه الظاهرة واقع ملموس للجميع حيث تنتشر عند صنابير المياه على الطريق الدائري وطريق الهدا الوانيتات المحملة بالجراكل والراويات التي كانت في عداد الأدوات البدائية المنسية قبل أن تعود إلى الظهور ثانية بعد اكثر من نصف قرن. وقد لجأ الكثيرون الى هذه الطريقة لاسباب كثيرة منها الزحام الشديد على الاشياب، عدم قدرة البعض على الدفع في ظل تصاعد أسعار الوايتات، الحاجة الماسة الى المياه مما يستدعي التدخل لجلبها بأي طريقة. يذكر أن السقا من المهن القديمة التي كان كثير من الناس يمتهنونها في الماضي لتوصيل المياه إلى البيوت كل صباح بأجر زهيد يتقاضاه في آخر الشهر، وقد أعادت الجراكل والراويات التي انتشرت حديثا في الطائف، الى أذهان كبار السن ذلك التاريخ القديم قبل شبكة المياه والوايتات، حيث كانت هناك وسيلتان لتوصيل المياه إلى البيوت، عن طريق الزفة التي تحمل على الكتف، أو بواسطة العربة التي تجرها الحمير. وكان السقا يمر على البيوت كل صباح بواسطة القربة التي تصنع من جلد الماشية، أو الزفة، وهي صفيحتان من التنك يوضع فيهما الماء وتتصلان ببعضهما البعض بواسطة قصبة من الخشب تسمى عود الزفة، وهي عصا غليظة في طرفيها حبال او سلاسل ويحملها السقا فوق كتفيه، أما العربات التي تجرها الحمير، فهي عبارة عن لوحين خشبيين مشبكين بها اطارات تجرها الحمير ويتم جلب المياه من الآبار الموجودة في كافة احياء الطائف التي كانت عبارة عن بستان جميل تتوفر به المياه والاشجار المثمرة بمختلف أنواعها، وكان من اشهر الاودية المثناة، وادي وج، العقيق، جبرة، وقرى جنوبالطائف.