لا يختلف أحد على ضرورة اختيار أعذب الألفاظ وأجمل القوافي للمعنى الذي يراد بناء الشعر عليه سواء كتب بلغة عربية فصيحة أم جاء في دثار اللهجات الملحونة من شعر العامّة. فالألفاظ كما يقول الهاشميّ في جواهر الأدب داخلة في حيز الأصوات فالذي يستلذه السمع منها ويميل إليه هو الحسن والذي يكرهه وينفر عنه هو القبيح. هذه قاعدة مهمّة يحتاج إليها الشعراء عند كتابتهم للشعر للمحافظة على مسألة الذوق على أقل تقدير. في ساحتنا الشعبية ومع توابع الانفجار الفضائي ظهرت الكثير من الأسماء الشعرية التي تعتمد على الضجة وطبعا لست بصدد حصرها بقدر ما أريد الدخول إلى محمد ابن الذيب الشاعر الجماهيري اللافت للانتباه أكثر من الذائقة خاصة وهو يمتاز بحضور مسرحي باعث للكثير من التصفيق والضحك وتسجيل المواقف المثيرة للجمهور على الغالب.. هذه الصفة ليست لازمة لابن الذيب وحده فهناك الكثير من الشعراء على هذا النهج كابن شلحاط وناصر الفراعنة وغيرهم.. وحينما أقول النهج فلأنه الوسيلة السريعة لعامل الأحدوثة والصيت عند الظهور وإحياء الأمسيات كما حدث مثالا في أمسية ابن الذيب الأخيرة ضمن ملتقي الشعر الدولي بدبي 2010 التي حضرها جمهور رهيب وقرعت لها طبول إعلامية صاخبة لا تكاد تكون إلا في رياضة كرة القدم وما يتبعها من تغطيات. يقول ابن الذيب بعد أن تحدث عن قرائح الشعراء : وقرايحٍ مال أم ابوها داعي مجبورةٍ على الشعر جبريه اليا كتبت بيتين بالميلادي تكمل البيتين بالهجريه واللي قرايحهم على ذا الحاله محتاجه لدكتور نسائيه لو إنهم ذكور قرايحهم تعاني من الدوره الشهريه مع تصفيق بعض الجمهور واستهجان البعض الآخر حدث جدل ونقاش على أمر التشبيه النشاز عند البعض والمناسب عند البعض الآخر. ابن الذيب يكتب مثل هذه النصوص ويخرج بأخرى على سبيل التندر وافتعال اللغط. حسنًا هل يتميز بهذا؟ لا يمكن أن نجمع على تجربة الشاعر أو نحصرها من خلال نص ذكر فيه شيئًا مقززًا أو كلمة لا محل لها من الجمال خاصة وأمر التوسع في قراءة التجربة يحتاج نافذة أوسع من حدود المقالة والتعليق لكن ما أريد قوله باختصار أن هذه الطريقة وهذا النهج بات يتسع عند شعراء هذه المرحلة المفتوحة على مصراعيها رغبة في بقاء الإثارة وتداول الحكايات لا أكثر! www.almatrafy.com