تحت شعار (أطفال اليوم صنّاع الغد)، وصلتني دعوة على الإيميل لحضور نشاط في أحد المولات -مجمع تجاري- بمدينة جدة، بمناسبة اليوم العالمي لسرطان الأطفال يوم الأحد 30 صفر 1431ه، الموافق 14/2/2010م، تحت رعاية فريق بصمة تغيير التطوعي الذي حضر أغلب أعضائه من مكةالمكرمة لإقامة هذه الفعالية الهامة، التي تهدف إلى نشر التوعية الصحية بين فئات المجتمع المختلفة، وتفعيل دور المجتمع تجاه الأطفال، وإلى تنمية حب العطاء والبذل والعمل التطوعي في المجتمع، واحتضان الأطفال المصابين وتنمية قدراتهم. وقد استهدف الحفل أكثر من 130طفلاً وطفلة من مرضى السرطان في المنطقة الغربية، وشارك في تنفيذ البرنامج 150 شابًا وشابة من المتطوعين لبذل الجهد والوقت لخدمة المجتمع، كما شاركت الهيئة العليا للسياحة والآثار وفريق السلام رحلة من أجل المملكة (اكتشف تراثنا العمراني) الذي يحمل شعار اليوم العالمي لسرطان الأطفال، والجمعية الوطنية الخيرية للرعاية المنزلية، وجمعية الإيمان لرعاية مرضى السرطان، ونخبة من المنشدين والرياضيين ورجال الفكر والإعلام، وسيدات المجتمع. قدم كل منهم ما لديه من دعم عملي ومعنوي. وحين وصلت لمقر الاحتفال فوجئت بالأعداد الكبيرة من المشاركين والحاضرين، وكان هناك أركان تعليمية، وفقرات إنشادية، ورياضة ترفيهية، ومفاجآت لإدخال السرور على قلوب الأطفال، ومسح المعاناة عن محياهم. كانت عيناي تتأمّلان وجوه الأطفال المرضى، لأرى ملامحهم، ومدى تأثرهم بالاحتفالية، ورأيتُ البهجة على وجوههم الغضة، رغم آثار المرض، وتحدثت مع بعضهم -بعد استئذان أمهاتهم- ومنهم الطفل (أديب صالح) عمره 15 سنة، لكنه يبدو كأنه 10 سنوات، وهو مريض بسرطان الدم منذ 7 سنوات حتّى وصل للنخاع؛ ممّا أثّر على نموه، لكنه مع كل ما يعانيه كان مبتسمًا، وقال إنه سعيد لوجوده في تلك الأمسية الجميلة الحافلة بكل ما هو إنساني ونبيل. أمّا الطفلة (حنان حسين الثريا) عمرها 9 سنوات، والتي أصيبت بسرطان الدم -اللوكيميا- منذ كانت في عمر سنتين ونصف، وعولجت منه وتماثلت للشفاء لفترة لكن المرض عاد لها -كما أخبرتني والدتها- منذ 6 شهور، وسألتها هل لديها آلام؟ فقالت إن أكثر ما يزعجها هو خوفها من سقوط شعرها مرة أخرى بسبب العلاج الكيميائي، خصوصًا أنها تذهب إلى المدرسة وطالبة بالصف الثالث الابتدائي، ولا تحب أن تراها زميلاتها بلا شعر! تخيّلوا هذا كل ما يهم البراءة المتجسّدة فيها .. وقد تعاطفت معها جدًا. لقد كان الاحتفال حقًّا لمسة حنان لأطفال السرطان.. فقد شعرت بأن قلبي يحتضنهم ويقول لهم: نحن نحبكم.. ونيابة عنهم وعن ذويهم أشكر كل المنظمين والمشاركين والحضور. ebogari @gmail.com