ارجع مستوردون وتجار تجزئة في السوق المحلية اسباب ارتفاع سلعة السكر خلال العام إلى مجموعة عوامل خارجية يأتي في مقدمتها اسعار البورصة العالمية. وشهدت اسعار السكر ارتفاعا قدره 11 في المائة خلال ديسمبر الجاري مقارنة باسعار نوفمبر الماضي والتي وصلت نهاية الشهر إلى 596 دولار للطن . و عزا مدير عام شركة السكر المتحدة محمد الكليبي هذه الارتفاعات إلى تضاعف أسعار السكر في البورصة العالمية خلال ال 12 شهرا بنسبة 33 في المائة بعد انخفاض محصول الهند من 25 مليون طن إلى 13 مليون طن بفارق 12 مليونا مما يعني أن السوق العالمية فقد نصف إنتاجه تقريبا، مشيرا إلى أن الأسواق العالمية لم تشهد مثل هذه الارتفاعات منذ 30 عاما، حيث وصلت أسعار السكرمن340دولارا إلى 670دولارا بارتفاع تصل نسبته 100في المائة منذ العام 2007 وحتى نهاية العام الجاري 2009. وأضاف الكليبي ل”المدينة”: إن المؤشرات الحالية تؤكد المزيد من الارتفاع في الأسعار العالمية خلال الأشهر الأربعة المقبلة من العام المقبل حتى نهاية مايو بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المائة، وهذا سيؤثر على أسعار السوق المحلية بشكل غير مباشر. ووصف الكليبي نسب ارتفاع أسعار السكر المحلية التي تراوحت بين 30 في المائة إلى 40في المائة بالطبيعية، بل انها تعكس انضباط السوق واحتفاظ التجار المحليين بمخزون كبير إذ يباع للتجار والموزعين بسعر140ريالا لحجم 50كيلو. وأشار الكليبي إلى أن استمرار أزمة المحصول في البورصات العالمية ستبقي على أسعار السكر في ارتفاع متواصل إلى أن يصبح العرض موازيا أو أعلى من الطلب . وأضاف: إن الوضع في الهند لا يتجه الى التحسن في ما يتعلق بانتاج السكر لانه من المتوقع ان يشهد هذا المنتج الاساسي انخفاضا حادا في الانتاج هذا الموسم بسبب قلة الامطار في الفترة الموسمية مما يؤكد أن الارتفاع لا ينتج بسبب المضارية في السوق العالمية إنما لتزايد الطلب وحدوث أزمة كبيرة خاصة من دول كالصين ،الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع كبير خلال الشهور المقبلة. من جانبه أكد صالح حفني “مدير مصنع حلواني”: أن بعض التجار عقد اتفاقيات لشراء السكر من المورد الرئيسي وهي شركة السكر المتحدة، إلا أن الارتفاع العالمي أثر على أسعار السكر داخليا حيث وصل حجم 50كيلو إلى سعر 147ريالا وأضاف: من الغريب أن نشهد ارتفاعا في أسعار السكر ومعظم السلع فيما نمر بأزمة إئتمانية عالمية حيث أن ما يحصل يخالف معظم التوقعات. مشيرا إلى أن ما يشهده استهلاك السكر وإمكانية إحداث تغيّر في المراكز في زيادة الطلب ودخول مستوردين لن يفيد، نظرا لأن السلعة مرتبطة باسعار البورصة العالمية وليس له علاقة بعملية توافر السلعة من عدمه. ** وعلى نفس الصعيد أكد بعض تجار الجملة إلى انهم لا يأخذون السكر من المصنع مباشرة بل هناك خمسة موزعين ابرزهم هليل الزهراني و”الحناكي” يبيعون السكر لتجار الجملة والهايبرات وبسعر يتفاوت بين 148و149ريالا . ويقول محمد الغامدي “تاجر جملة”إن أسعار السكر شهدت ارتفاعا كبيرا خلال الفترة الماضية بنسبة تصل إلى 40في المائة ويباع لدى تجار الجملة بسعر يتراوح ما بين 154و156ريالا للعبوة ال50 كيلو فيما يباع العشرة كيلو 39ريالا والخمسة كيلو 25ريالا . وتوقع الغامدي أن زيادة اسعار السكر من المحتمل ان تؤدي إلى زيادة في بعض انواع السلع التي يدخل السكر عنصرا اساسيا في تصنيعها مثل العصائر و المشروبات الغازية والحلويات. من جانبه اوضح الدكتور هشام الجحدلي”مدير متجر للجملة” إن هناك زيادة نسبية للسكر في محلات الجملة، مشيرا إلى أنهم يشترونه من احد الموزعين المعتمدين كوسيط” بين المصنع وتجار الجملة بسعر 149 للعبوة ال50 كيلو ، فيما يصل سعر العشرة كيلو 32ريالا والخمسة كيلو ب22ريالا، ويباع ال50 كيلو من خلال متجرنا بسعر 158 كيلو، وال10 كيلو 39، وال5 كيلو جرامات بسعر 29 ريالا.