ضربت سيول جدة فلل اعضاء هيئة التدريس بالجامعة واتلفت المراجع العلمية والابحاث التي كانوا يحتفظون بها منذ اكثر من 20 عاما بعد ان زاد ارتفاع منسوب المياه داخل الفلل لأكثر من متر وطمرت المياه المحملة بالاتربة الفلل وأحدثت تلفيات كاملة بمقتنيات السكن دون ان تصل الاضرار الى الارواح. وكانت «المدينة» قد وقفت خلال جولة ميدانية على عدد من الفلل السكنية على حجم الاضرار والتلفيات التي تعرضت لها تلك المساكن التي كانت داخل الحرم الجامعي واستمعت خلال الجولة الى عدد من قصص الاكاديميين الذين داهمتهم السيول. بداية الجولة أولى المفاجآت التى رصدتها «المدينة» عند محاولتنا الدخول لاحدى الفلل مع مالكها بعدما واجهنا صعوبة في فتح الباب بسبب شدة الطين والطمى الذي اقفل الباب من الداخل وقال الدكتور زهير حمدان أستاذ المحاسبة بكلية الاقتصاد والادارة ان كمية المياه التي داهمتهم كبيرة وكثيفة وكانت محملة بالاتربة والطين والشوائب ودخلت الى الفيلا من جميع الاتجاهات ولم نتمكن من رفع اي شيء من مذكرات او ملاحق او حتى مقتنيات شخصية نتيجة لشدة المياه وغمرها للفيلا ولم يكن يشغلنا في ذلك الوقت الا كيف ننجو بأرواحنا وأرواح اسرنا والحمد لله اننا لم نتعرض لاي خسائر في الأرواح. وعن الخسائر الاخرى يقول الدكتور زهير لم تترك السيول مكانا في الفيلا الا وداهمته بقوة حتى ان بعض الجدران الموجودة بممرات الفيلا حطمها السيل واصبحت المياه تصب في كل الاتجاهات واحدث تلفا كاملا لكل الاثاث والمراتب الموجودة بالفيلا كما غمرت المياه الكنز الحقيقي الذي جمعته طوال فترة عملي ودراستي وهي المراجع العلمية والمذكرات الخاصة. اما الدكتور ضياء بن شجاع العثماني عضو هيئة التدريس بكلية الهندسة يقول مستذكرا ما حدث " في بداية الامر كانت المياه والامطار متوسطة وكنت مسترخيا في حينها إلا انني تفاجأت بأحد ابناء الدكتور زهير حمدان يطرق باب الفيلا بقوة ويطلب منا مغادرة السكن بسرعة وعلى الفور قمت وبدأت في تجميع اسرتي ومحاولة الخروج من مخرج امن بالسكن وتمكنت من اخراج ابنائي وافراد اسرتي من المدخل الخاص بمجالس الرجال وكانت المياه تنهمر وتدخل للفيلا بشكل كبير لم اشاهد مثل ذلك من قبل، ويقول العثماني انه فقد ثروته العلمية والتي تمثلت في المراجع العلمية والبحثية والكتب التي جمعها من بلدان عديدة خلال جولاته العلمية ومشاركته في العديد من الندوات واللقاءات العلمية. ويضيف انه حزين لضياع ما جمعه من مراجع وخاصة المستخلصات العلمية والمذكرات الخاصة التي لا يمكن تعويضها. مخاوف كبيرة ويروي الدكتور احمد موسى وكيل معهد اللغة الانجليزية بالجامعة يوم الحادثة قائلا "كنت في ذلك اليوم خارج جدة وكان أفراد اسرتي في السكن ومنذ التاسعة صباحا وانا اجري اتصالاتي بالمنزل وبالاسرة ولم اجد اي رد من احد وغيرت اتصالاتي بأبناء السكن المجاورين لنا ولم يكن احد يرد على اتصالاتي وكنت في وقتها اعلم بأن سيولا غزيرة على جدة قد هطلت ونحن في سكن اعضاء هيئة التدريس بالفلل نعاني من هطول الامطار التي تداهم المنازل كونها منخفضة عن مستوى الارض وبدأت الشكوك والمخاوف تراودني وتنتابني ولم يهدأ لي بال وعاودت الاتصالات لفترات طويلة حتى انني لم اجد اي رد حتى اذان العصر وحينها تلقيت اتصالا من اسرتي ابلغوني فيه بشدة السيول وانهم اضطروا للخروج من الفيلا وان جميع منسوبي السكن هجروا فللهم لشدة الامطار التي يزيد منسوبها في الارتفاع عن متر، وقال انه لم يقطع اتصالاته بهم حتى اطمأن عليهم. كتب ومراجع ويقول بعد توقف الامطار حضر وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي وطلب من اسرتي وبقية اعضاء هيئة التدريس مغادرة السكن وتكفل مشكورا بتوفير مقر سكن بديل وتم تسكينهم بإحدى الشقق المفروشة والحمد لله على كل حال، وعن حجم الاضرار التي لحقت بمنزله قال انه على الفور عاد الى جدة ووقف على ما تعرضت له الفيلا التي كان يسكنها مع افراد اسرته ويقول ان اكثر ما حز في النفس هو تعرض العديد من الكتب العلمية والمراجع والمذكرات الى التلف بعد ان غمرتها المياه. 20عاما الدكتور محمد الزين عضو هيئة التدريس بكلية العلوم يقول نحمد الله على كل حال وعن الخسائر قال انه خسر املاكا لا تعوض بثمن ولا يمكن ان تعوض. فالمراجع العلمية والمذكرات والملخصات التي جمعها لا يستطيع ان يحصل عليها بعد تلفها لانه جمعها على مدى 20 عاما مضت وخلال مشاركاته للعديد من الندوات والمؤتمرات العلمية داخليا وخارجيا، ولفت الى ان من بين ما تعرض للتلف كتبا ومراجع علمية نادرة وصورا شخصية تخصه وتخص افراد اسرته اضافة الى تلف مئات الصور التذكارية والتي من بينها صور زواجه وصور رحلاته العلمية، واشار الى ان لجنة حصر الاضرار وقفت على الفلل التي اصابتها السيول وكان ضابط الدفاع المدني الذي حضر لحصر الاضرار مذهولا مما تعرضت له الفلل من غمر وتلف في الممتلكات.