أكدت جامعة الملك عبد العزيز أنها قدمت عشرات الدراسات المتكاملة لكافة الجهات ذات العلاقة عن مشاكل جدة متضمنة الحلول المقترحة وكان من بينها دراسات عن مخاطر السيول ووضع بحيرة الصرف الصحي “بحيرة المسك”. وأوضح مدير الجامعة الدكتور اسامة بن صادق طيب لدى استقباله لرئيس تحرير صحيفة (المدينة) الدكتور فهد بن حسن آل عقران وعدد من منسوبيها، أن خبراء من الجامعة شاركوا على مدى سنوات عديدة في ورش عمل وندوات كان محور الحديث فيها عن جدة وما آل إليه حالها ، منها ورشة عمل المجلس البلدي التي عقدت قبل عام حيث قدم أساتذة وخبراء من الجامعة مقترحاتهم لحل مشكلة بحيرة الصرف الصحي ودرء خطرها. ولفت الى ان الجامعة بادرت إلى وضع كافة الدراسات التي تخدم جدة وتوجد حلول لمشاكلها ومن بينها مشاكل الصرف الصحي ومياه الأمطار والسيول، تحت تصرف اي جهة لديها الرغبة في الاستفادة منها. مليارا ريال خسائر الجامعة وكشف عن رفع تقارير مفصلة بالأضرار التي ألحقتها السيول بالجامعة إلى لجنة حصر الأضرار وجهات رسمية اخرى، مقدرا حجم الخسائر بما يصل الى ملياري ريال نتيجة تلف أجهزة حديثة ومراكز بحثية متطورة منها الاجهزة الخاصة بمركز تقنيات النانو والتي تفوق قيمتها 50 مليون ريال، وكذلك اجهزة مركز الملك فهد للبحوث الطبية، فضلاً عن تلف مئات الاجهزة الدقيقة بالمستشفى الجامعي وتدمير كامل سلالات الحيوانات التي كانت تستخدم في تجارب الكيمياء الحيوية المخبرية التجريبية والتي يفوق عددها 60 الف حيوان. خيار بدء الدراسة وعن ما تم عمله منذ وقوع كارثة جدة وما لحق بالجامعة من اضرار قال: منذ اللحظة الاولى تم إيجاد غرفة طوارئ على مدار 24 ساعة وعقدت عدة اجتماعات وبدأ العمل فوراً في رفع الاضرار، وكان امامنا خياران اما تأجيل الدراسة او استئنافها في الموعد المحدد، فأخذنا بالخيار الثاني وعقدنا العزم على بدء الدراسة في موعدها، وفي ضوء ذلك ركزنا على رفع الأضرار بالفصول الدراسية والمرافق التي يتردد عليها الطلاب والحمد لله وفقنا في ذلك، لأن الخيار الأول “التأجيل” كان سيترتب عليه تغيير برامج ومواعيد الدراسة الفصلية بالجامعة. وأكد رفع جميع الاضرار واعادة تأهيل المباني المتضررة بجهود الجامعة الذاتية، حيث سخرت كافة الامكانيات لرفع الاضرار واصلاح الحال، وكذلك من خلال الاستعانة بشركات مستأجرة لفتح الطرق والشوارع في الحرم الجامعي التي دمرتها السيول، إضافة الى آليات سحب المياه، ووصل عدد الآليات المستخدمة في رفع الاضرار من معدات "البوبكات" إلى أكثر من 100 معدة في اليوم الواحد داخل الجامعة. احتياطات مستقبلية وتحدث د. طيب عن الاحتياطات التي اتخذتها الجامعة لتفادي تكرار مثل هذه الأضرار مستقبلاً قائلاً: يجري العمل حالياً على انشاء مصد ترابي اشبه بالسد بطول يزيد عن كيلومترين من الجهة الشرقية للجامعة وبارتفاع أربعة امتار وعرض عشرة أمتار، كما يتم احداث قنوات لتسيير مياه السيول الى مجرى السيل المرتبط بمجرى سيل الامانة، وكل ذلك بهدف الحد من وصول مياه السيول الى مباني الجامعة، ولإعطاء الجامعة وقتاً اكثر للإسراع بتنفيذ خطط الطواري واخلاء الطلاب والطالبات معتمدين في ذلك على ان الوقت المفترض للقيام بعمليات الاخلاء يستغرق نحو 45 دقيقة، فيما يعطينا هذا المصد والقنوات بعد قيامهما فترة تفوق الساعة والنصف للقيام بعمليات الاخلاء قبل وصول مياه السيول حيث يعمل على تخفيف سرعتها وشدتها. 32 اعتمادا اكاديميا دوليا واستعرض مدير الجامعة ما حققته من انجازات مؤكداً أن الجامعة تفخر بتحقيق 32 اعتمادا اكاديميا دوليا من هيئات اعتماد دولية، إضافة الى الاعتماد الاكاديمي الدولي للمستشفى الجامعي الذي يعادل بحد ذاته 50 اعتماداً، وقال: اننا نتطلع الى تحقيق ما يفوق 60 اعتماداً خلال العامين المقبلين والمحافظة على الاعتمادات الاكاديمية الدولية التي حققها عدد من كليات ومرافق الجامعة مؤخرا. جولة “المدينة” في الجامعة وكان وفد من صحيفة المدينة برئاسة الدكتور فهد بن حسن ال عقران رئيس التحرير قام بجولة في جامعة الملك عبد العزيز، وضم الوفد في عضويته كلاً من محمد حسني محجوب نائب رئيس التحرير، محمد بن علي الزهراني نائب رئيس التحرير، عبد المنعم مصطفى، مسؤول القسم السياسي وحسن الصبحي مدير التحرير، وطلال عاتق، حيث كان في استقبالهم لحظة دخولهم الحرم الجامعي الدكتور مأمون بنجر عضو هيئة التدريس، وسالم الكلي نائب المشرف العام على ادارة العلاقات العامة والاعلام. وبدأت الزيارة بتفقد عدد من مرافق الجامعة التي اصابتها السيول بدءً بالسور الخارجي وما حدث من تدمير للبنى التحتية من الجهة الشرقية، كما وقف الوفد على وضع المجرى الذي اغلقته مخلفات السيول من سيارات وطمي وشوائب تسببت في تحويل سير المياه الى مجرى اخر يفوق حجم مجرى السيل الموجود بخمسة اضعاف لتتجه الى مقر كلية الاداب والعلوم الانسانية والتي كانت من اكثر الكليات تضررا خاصة قسم الاعلام حيث دمرت المياه كافة اجهزته واتلفت أجهزة الاذاعة والتلفزيون كاملة، وكذلك العديد من الاجهزة الاخرى التي كانت تستخدم في تدريب وتعليم الطلاب. واستمع أعضاء الوفد إلى شرح عن عمليات رفع الاضرار من تلك المواقع خاصة وان المياه غمرت كافة الاجهزة بالدور الارضي تماما. 5آلاف طالب متطوع بعد ذلك انتقل الوفد الى مركز الملك فهد للبحوث الطبية حيث كان في استقبالهم كل من عميد شؤون الطلاب الدكتور عبد الله بن مصطفى مهرجي، ووكيل عمادة شؤون الطلاب الدكتور عبد اللطيف نعمة الله، ووكيل العمادة لشؤون الخريجين الدكتور عبد الرحمن الحبيب، حيث استمع رئيس التحرير والوافد المرافق له إلى شرح تفصيلي عن الحملة التطوعية التي اطلقتها العمادة بعنوان “جامعتي مسؤوليتي” ومن خلالها اندمج اعضاء هيئة التدريس والطلاب تطوعيا في العمل سويا لرفع الاضرار التي لحقت بالجامعة، والبدء في تنظيف الطرق ومداخل الكليات من الطين والاتربة، وما حققته هذه الحملة من نتائج إيجابية تمثلت في غرس روح المبادرة وتنمية العمل التطوعي وترسيخه في نفوس الجميع. وذكر عميد شؤون الطلاب انهم كانوا يتوقعون انضمام 500 طالب للحملة الا انهم تفاجأوا بان العدد فاق الخمسة آلاف طالب جميعهم كانوا متطوعين وبرغبة ذاتية منهم دون الزام اي احد بالعمل والمشاركة في رفع الاضرار. واطلع الوفد على حجم الاضرار بالمركز الذي مازال مغلقا ولم يتم اعادة العمل فيه نتيجة شدة الأضرار التي لحقت به. لقاء مدير ووكيل الجامعة كما التقى الوفد في نهاية الجولة بمعالي مدير الجامعة الدكتور أسامة بن صادق طيب الذي كان في استقبالهم بحضور كل من وكيل الجامعة الدكتور عدنان بن عبد الله المزروع، والدكتور شارع بن شجاع البقمي عضو هيئة التدريس بقسم الاعلام، حيث رحب د. طيب بالزملاء معربا عن شكره لرئيس التحرير ومرافقيه على زيارتهم للجامعة والاطلاع عن كثب على ما لحق بمرافقها من اضرار، مؤكداً أن الزيارة دليل على مدى حرص الصحيفة ومسؤوليها على نقل الحقائق من موقع الحدث دون الاعتماد على ما يذكر هنا وهناك، معتبراً ذلك من اكثر الادلة على مصداقية الصحيفة وحرصها على صحة ما ينشر ودقة معلوماتها. كما التقى الوفد وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور عبد الرحمن بن عبيد اليوبي الذي أبدى سعادته بزيارة وفد “المدينة” ووقوفهم على حجم الاضرار التي لحقت بالجامعة، وقال : إن الجامعة وضعت في اولى مهامها العمل على ان يعود الطالب في اول يوم وكأن شيئاً لم يكن وهو ما تحقق بالفعل، مشيرا الى انه تم ايجاد غرفة طوارئ منذ اللحظات الاولى للحادثة، وتم التركيز على رفع الأضرار من الفصول الدراسية والكليات التي يرتادها الطلاب.