واقع الحال في جدة يقول: إن الله سوف يحاسب بعض المسؤولين السابقين عنها .. ليس على ما فعلوه فقط .. ولكن على ما كان يجب أن يفعلوه !!. *من يتجاهلون الإصلاح والتغيير في الوقت المناسب..لابد أن يدفعوا الثمن باهظاً في الوقتِ غير المناسب.. ! في هذه العبارة تجسيد حقيقي لواقع كارثة جدة.. فعندما تجاهل بعض المسؤولين في الأمانة - برغبتهم- إصلاح الوضع المزري الذي كان ولا زال ينذر بكوارث بيئية محتمة .. جاءت الفاجعة كبيرة.. و في الوقت غير المناسب ، وهكذا هي جده .. ( غير) في كل شيء .. حتى في حجم وتوقيت كوارثها ! . بالمناسبة أليست مفارقة أننا كنا قبل أشهرِ قليلة نحلم بتغيير العالم من خلال ( جدة) ، وضاحيتها ( ثول ) التي تضم جامعة الملك عبد الله للبحث العلمي ( كاوست) .. فأصبحنا اليوم لا نحلم بأكثر من تغيير مسارات سيولها و بحيرات مسكها.. حفاظاً على أرواح وممتلكات أهلها !. *اعتقد أن بعض الزملاء الكتاب قد شطحوا بعيداً عندما طالبوا في كتاباتهم بإلزام بعض كبار المسؤولين، توقيع إقرار ذمة مالية قبل تعيينهم في مناصبهم الجديدة، عملاً بمبدأ ( من أين لك هذا ) المعمول به في كثير من دول العالم .. ولهم أقول : الأضداد لا تجتمع يا سادة.. فعندما نطالب فاقد الذمة والضمير في عمله.. بتوقيع إقرار بسيط على ظهر ورقة ؟! نصبح كمن يقول للحرامي : (إحلف) ! * بمناسبة الوعود.. لا أدري لماذا يتحامل العديد منا على بعض المسؤولين فيزعجون سباتهم ويرهقون أسماعهم وأعصابهم المرهفة بالسؤال دوماً عن تلك المشاريع التي كانوا قد وعدوا بها سابقا ، ولم تر النور حتى اليوم ؟؟ رحماكم .. ألا يكفيكم أنهم قد أجهدوا أنفسهم ( بسيول ) الوعود والأماني ؟! فكيف تطالبون بأن نضيف على أكتافهم مزيدا من الأعباء بتنفيذ ما وعدوا به!! .. اعتقد أنكم تحملونهم فوق طاقاتهم !. * أمانة جدة تُجّمل كثيراً من صورة ( العقم ) الترابي الهش، الذي يحمي المدينة من فيضان بحيرة (المسك)، عندما تطلق عليه اسم ( سد) .. إلا إن كانت تقصد أن تسد به نفوس الناس وعيونهم ! .. ثم أليس من المعيب.. بل من المخجل أن تظل مدينة الجمال والأناقة ( جدة ) تلقي بفضلاتها منذ أكثر من عشرين عاماً في تلك البحيرة .. وبذلك الشكل البدائي . * في كثير من دول العالم عندما يموت شخص واحد فقط جراء خطأ إنساني.. يقوم كثير من المتسببين في الكارثة بتقديم استقالاتهم طوعاً وعلناً عبر وسائل الإعلام ، مشفوعة بخطاب اعتذار للضحايا ولعامة الشعب ،عنوانه الأسف والاعتذار ، والشعور بالمسؤولية تجاه التقصير .. أما لدينا فلا أظن أحداً من المتسببين في الكوارث سينطق بكلمة (آسف) إلا عندما يقول له الضحايا: هل من الممكن أن تكشفوا لنا عن الأسباب الحقيقية للكارثة ؟! *جميلٌ جداً أن تقوم الشؤون الصحية بمحافظة جده بتحريك فرق طبية مكونة من أطباء وممرضين وسيارات إسعاف لتقديم الرعاية الصحية والعلاجية للمواطنين والمقيمين منذ الصباح الباكر وحتى منتصف الليل في الأحياء المتضررة.. لكنني كنت أتمنى لو تم تزويد تلك الفرق بأطباء وخبراء نفسيين .. فكثير من أطفال جدة أصبحوا بحاجة ماسة لتدخلات نفسية تُعالج تبعات ما انتابهم من حالات هلعٍ وخوفٍ متكرر تسببت فيها كارثة السيول.. وتهديدات بحيرة المسك !. *من يسمع تعليقات البعض من الذين يرون أن ما حدث في جده هو غضب من الله على أهلها الطيبين.. يظن أن القوم في (ريودي جانيرو) ، و (لاس فيغاس) معتكفون في المساجد ! . *واقع الحال في جدة يقول: إن الله سوف يحاسب بعض المسؤلين السابقين عنها .. ليس على ما فعلوه فقط .. ولكن على ما كان يجب أن يفعلوه !!. [email protected]