وصف الفنان التشكيلي منصور المطيري معرضه الفني الشخصي «همس الحديد» بأنه يمثّل تجربة استثنائية للفن التشكيلي السعودي، معتبراً الأعمال التي قدمها في المعرض قد حققت الهدف منها، واستطاع من خلالها ربط علاقة الفن التشكيلي بالفن الموسيقى، مستخدما الحديد في أعماله، وقدم مجموعة من الأعمال الفنية التي تجسّد بعض الشخصيات المرموقة، وكذلك أعمال أخرى للآلات الموسيقية. وأضاف المطيري في حديثه ل «المدينة» بأنه فنان يغلب عليه الأسلوب السريالي والتجريدي، ولكن معرض «همس الحديد» يجسّد فكرة سريالية مليئة بالمغامرة في كيفية التعابير بخامة الحديد القاسية الشديدة بنعومة النغمة والكلمة والأغنية الموسيقية، متمنياً رؤية هذ الأعمال في الشوارع والميادين.. الفنان التشكيلي منصور المطيري تحدث حول معرضه «همس الحديد» وعن عدة موضوعات فنية نضعها أمام القرّاء الكرام عبر الأسطر التالية.. بعد عدة معارض ومشاركات قدمت معرضاً مميزاً باستخدام خامة الحديد بجمعية الثقافة والفنون بجدة، ما مدى رضاك عن المعرض؟. - عندما تعرض تجربة فنية تشكيلية وفي قلب ومعقل الفن والفنون بالمملكة كجمعية الفنون في جدة، فأعلم أنك راض عن ما تقدمه، ولله الحمد حققت الحد الأدنى من الرضا عن تجربة معرض «همس الحديد» لأن الطموح أكبر بكثير، ولكن حققت الحد الأعلى من الرضا عن أصداء هذه التجربة بين الفنانين والنقاد والكتاب والمتلقين وفي الإعلام، هذه التجربة تعتبر استثنائية من حيث الهدف منها ونوعية الموضوعات المختارة. ما الصعوبات التي واجهتك في استخدام الخامات؟. - لا نستطيع تسميتها صعوبات بقدر ما هي تحديات، وبحكم أنني أكاديمي تشكيلي لم تكن هناك أي تحديات بقدر ما كان هناك متعة في التعلم وإعادة الذكريات في الجامعة وأشغال الحديد ولكن بطريقة فنية صرفة. الفنان عادة مغامر يحب كل ما هو جديد عليه ويدخل هذا المجال من باب التجريب، ولكن عندما يرى أن هذه التجربة الجديدة لديه ربما تلبّي معظم الأهداف من استخدامها لابد أن يواصل ويقتحم هذا العالم بسلبياته وإيجابياته، لا يوجد مجال بدون تحديات، ولكنها تحديات ممتعة فيها دخول عوالم أخرى غير الألوان والقماش. الحديد فيه بعض القساوة والحرارة الشديدة ويجبرك على استخدام طقوس وأدوات لم يسبق أن استخدمتها كآلات اللحام والكهرباء والآلات المقاطعة والمنعمة ويدخلك في عالم الفيزياء والكيمياء بشكل مكثف لتدرس حالات الصدأ على الحديد ووقته وألوانه وتكتشف ألوانه من العدم، كما تكتشف عالم الألوان في الزيتي والاكريلك والأحبار، عالم تحدياته ممتعة ومسيطر عليها. من هم أبرز الشخصيات الذين تطرّقت لهم في أعمالك.. وما سبب اختيارهم؟ - معرض «همس الحديد» تجربة استثنائية للفن التشكيلي السعودي، حيث ربط علاقة الفن التشكيلي بالفن الموسيقى، بالإضافة إلى توثيق تاريخ الفن الموسيقى في المملكة العربية السعودية، لذلك أدخلت بعض الشخصيات المؤثرة في مسيرة الأغنية السعودية برمزيات مختلفة تتناسب مع كل شخصية، سواء كانت هذه الشخصية من كتّاب الأغنية كالشعراء: الأمير عبدالله الفيصل والأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن، أو كالملحنين لهذه القصائد لتصنع أغنية أثرت الموروث الغنائي السعودي من خلال فنانين أمثال: طارق عبدالحكيم وطلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالله رشاد وحسن إسكندراني ومصطفى إسكندراني وكثيرين لا نستطيع حصرهم. كما أن هذا المعرض لم يتجاهل العنصر النسائي من فنانات صنعن لهن بصمة في تاريخ الفن الغنائي السعودي كالفنانات: ابتسام لطفي وتوحة وعتاب. هل لديك اتجاه لعرض هذه الأعمال في مدينة أخرى؟ - من أهم أهدافي هو عرض هذه التجربة في مختلف مناطق المملكة ليراه أكبر شريحة من المتلقين والمثقفين، وقد حظيت بأكثر من دعوة لنقل المعرض للرياض والمنطقة الشرقية، بالإضافة إلى دعوات من خارج المملكة العربية السعودية خصوصاً من مصر ودبي وروما وباريس، ولكن عالم التجريب والاكتشاف لخامة الحديد جعلني أفكر في تجديد وتحديث هذه التجربة بنفس الفكرة والأهداف وبنفس المسمى همس الحديد. هذا الوطن وبرؤية سيدي الأمير محمد بن سلمان يستحق أن نكون أكثر جدية لنتماشى من رؤية 2030 بكل وسيلة ممكنة ومنها الفن التشكيلي. * ما هي الأسباب وراء اتجاهك لخامة الحديد؟. - أنا فنان يغلب عليّ الأسلوب السريالي والتجريدي، ومعرض «همس الحديد» هي فكرة سريالية مليئة بالمغامرة في كيفية التعابير بخامة الحديد القاسية الشديدة بنعومة النغمة والكلمة والأغنية الموسيقية، ربما غامرت سريالياً وفكراً، ولكني أثبت أن الفن التشكيلي طوّع الحديد وجعله رقيقاً يعبّر عن نغمة وكلمة ولحن. فنياً عالم اللون طغى على التجربة من خلال ألوان الصدأ ثم تطوّر الموضوع إلى السيطرة الكاملة على درجة اللون والصدأ. جمال الحديد في لونه الطبيعي بدون تدخلات صبغية وهذا ما حاولت إيصاله للمتلقي، لذلك أسميته «همس الحديد» فذكرت مصطلح حديد بالتحديد ولم أذكر المعادن مثلا. الحديد في تفاعلاته مع الطبيعة يخلق لنا ألواناً عجيبة من البنيات مروراً بالفضيات والذهبيات والسواد. والصدأ كان رمز قوي ومقصود في معرض «همس الحديد» ويدل على الزمن والفترة الطويلة، والفن الموسيقى السعودي له تاريخ طويل في الجزيرة العربية، أو موروثنا السعودي منذ ىتأسيس الدولة السعودية الأولى إلى وقتنا الحاضر. ما هي الأسباب وراء اتجاهك لخامة الحديد؟. - أنا فنان يغلب عليّ الأسلوب السريالي والتجريدي، ومعرض «همس الحديد» هي فكرة سريالية مليئة بالمغامرة في كيفية التعابير بخامة الحديد القاسية الشديدة بنعومة النغمة والكلمة والأغنية الموسيقية، ربما غامرت سريالياً وفكراً، ولكني أثبت أن الفن التشكيلي طوّع الحديد وجعله رقيقاً يعبّر عن نغمة وكلمة ولحن. فنياً عالم اللون طغى على التجربة من خلال ألوان الصدأ ثم تطوّر الموضوع إلى السيطرة الكاملة على درجة اللون والصدأ. جمال الحديد في لونه الطبيعي بدون تدخلات صبغية وهذا ما حاولت إيصاله للمتلقي، لذلك أسميته «همس الحديد» فذكرت مصطلح حديد بالتحديد ولم أذكر المعادن مثلا. الحديد في تفاعلاته مع الطبيعة يخلق لنا ألواناً عجيبة من البنيات مروراً بالفضيات والذهبيات والسواد. والصدأ كان رمز قوي ومقصود في معرض «همس الحديد» ويدل على الزمن والفترة الطويلة، والفن الموسيقى السعودي له تاريخ طويل في الجزيرة العربية، أو موروثنا السعودي منذ ىتأسيس الدولة السعودية الأولى إلى وقتنا الحاضر. كيف ترى قلة الفنانين الذين اتجهوا لهذه الخامة؟. - لا نستطيع أن نحكم بأن هناك قلة ممن يستخدم خامة الحديد في الفن التشكيلي، ولكن ربما نرى السائد هو التصوير التشكيلي والتطبيقات الحجرية والخشبية. هناك من الجيل القديم من أبدع في هذه الخامة، وهناك من سنشاهده من الجيل المقبل وسيبهرنا بأعماله. الفنان التشكيلي متى ما اقتنع بالخامة أبدع، وبعض الخامات تحتاج إلى أن تقترب منها وتتعايش معها لتظهر جمالها، وهذه هي البوابة لظهور فنانين ممارسين لهذه الخامة. متى نرى هذه الأعمال الفنية في الميادين والشوارع؟. - الفنان معطاء يريد عمله أن يؤثر في المشهد الحضاري للبلد، ولكن هذا السؤال يُطرح على أمانات المدن ووزارة الثقافة، ونحن كفنانين نريد أن نرى بصماتنا في الشارع والمدينة بما يتماشى مع رؤية 2030 وهذا هدف.