قتل متظاهر ثالث في منطقة أم درمان بشمال غربي الخرطوم، اليوم السبت، خلال المظاهرات الحاشدة، بحسب ما أعلنت لجنة الأطباء المركزية في السودان. لكن الشرطة نفت إطلاق أي رصاص حي على المتظاهرين. وأضافت اللجنة أن المتظاهرين كانا يشاركان مع عشرات آلالاف السودانيين في التظاهرات الرافضة للإجراءات التي قام بها قائد الجيش السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، وحله لمجلسي السيادة والوزراء وفرض الطوارئ. في المقابل، أكدت الشرطة السودانية في بيان عدم استخدام الرصاص الحي، مشيرة إلى أحد أفرادها أصيب بطلق ناري. كما أكدت أن بعض المتظاهرين خرجوا عن السلمية وهاجموا الشرطة وبعض المواقع الهامة، لافتة إلى أن الرد كان بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وأوضحت أن "الشرطة تتعامل مع المتظاهرين بمهنية عالية تتوخى فيها سلامة المتظاهرين وحماية مؤسسات الدولة باستخدام الحد الأدنى من وسائل فض الشغب". بينما قال شاهد من رويترز إن قوات الأمن أطلقت الغازات المسيلة للدموع والأعيرة النارية خلال احتشاد مئات الآلاف في شوارع العاصمة الخرطوم. وأظهرت صور ومقاطع بثها ناشطون تجمعات لمتظاهرين بمناطق جنوبالخرطوم كجبرة والكلاكلة والحماداب والشجرة، فيما أكد شهود عيان انطلاق مواكب أخرى بمدينة أم درمان، استعدادا ل"المليونية". كما تجمع الآلاف في شارع الستين شرق الخرطوم كما شهدت محطة المؤسسة بالخرطوم بحري وشارع الأربعين (الشهيد عبدالعظيم) بمدينة أم درمان تجمعات مماثلة. فيما فرضت أجهزة الأمن طوقاً أمنياً حول منطقة وسط الخرطوم بمحطة القصر الرئاسي ومقر مجلس الوزراء فضلا عن إحكام إغلاق الجسور الرابطة بين مدن الخرطوم الثلاثة. وكان تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، فضلاً عن نقابات عدة دعت إلى المشاركة في التظاهرات، عبر منشورات على مواقع التواصل، كما حددت الغرفة المركزية لمليونية 30 أكتوبر مسارات التظاهرات في مدن العاصمة الثلاث، حيث ستتجه تظاهرات الخرطوم إلى شارع المطار فيما ستتجه مواكب مدينة أم درمان إلى مقر البرلمان، بينما ستكون "المحطة الوسطى"، وجهة تظاهرات مدينة الخرطوم بحري. كما خطت بعض الكتابات على الجدران في الخرطوم داعية إلى المشاركة، بعد أيام من الدعوة لإضراب وعصيان شامل في العاصمة السودانية. أما الشعار الأساسي لهذه التظاهرات الذي انتشر بين السودانيين على فيسبوك وتويتر فهو "الردة مستحيلة"، في إشارة إلى العودة للوراء، ولما قبل الانتفاضة التي استمرت شهورا وانتهت بإسقاط الرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019 وتشكيل سلطة انتقالية من المدنيين والعسكريين منوطة بها إدارة شؤون البلاد إلى حين تسليم الحكم إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا عام 2023. إلى ذلك، يصر الناشطون والداعون إلى هذا التحرك على أن تكون "المواكب" سلميّة. في المقابل، أفادت مصادر صحفية قطع الاتصالات والإنترنت في العاصمة، فضلا عن إغلاق كافة الجسور باستثناء 2. يذكر أن قائد الجيش السوداني كان أعلن يوم الاثنين الماضي (25 أكتوبر) حل الحكومة والمجلس السيادي، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية. فيما اعتقلت القوات الأمنية عدداً من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، فضلا عن قياديين في أحزاب عدة وفي قوى الحرية والتغيير أيضا. أتى ذلك، بعد أسابيع من التوتر بين المكون العسكري والمدني الشريكين في الحكم الانتقالي بالبلاد، منذ عزل البشير.