المقصود بشيطنة الأزواج في المفهوم الشرعي هو تخبيب الزوجات على أزواجهن بمعنى تحريضهن عليهم وتأليبهن بقصد الانفكاك والانفصال والطلاق من خلال توجيه الزوجات بأن يعتبرن كل تصرف للأزواج بأنه تصرف شيطاني يجب عليهن الوقوف ضده. إن ركني الأسرة هما الزوج والزوجة فإذا انفصلا سقط وانهد المبنى على رؤوس كل من فيه فتصبح حياتهم ضائعة ونفوسهم مشردة وأفكارهم مشتتة تدب القطيعة بين أفراد بنيانه (الزوجين والأطفال) ولا تصدقوا من يقول لكم: إن الانفصال والقطيعة والتباعد والطلاق نتائجه طيبة وإن الانفكاك الأسري (الطلاق) يأتي بخير فذلك كله لا يتواءم مع معطيات الحياة الطبيعية والفطرية والممتلئة بالاستقرار والدفء والحنان في ظل البيت والأسرة. في هذه المقالة نوضح أحد أسباب تفكك الأسرة وهدم البنيان والعامل الرئيس خلف حالات كثيرة من الطلاق في الآونة الأخيرة ألا وهو «شيطنة الزوج» في ذهن الزوجة من قبل جهات متعددة كصديقات الزوجة أو إحدى قريباتها أو عبر لقاءات نسوية شللية أو من خلال مسلسلات ومغذيات إعلامية تحث كلها على إشعال نار التمرد ضد الزوج وضرورة التخلص منه عند أدنى اختلاف أو تعارض مصالح وتصوير الزوج عند أي موقف على أنه مستبد يجب مواجهته الند بالند لأتفه الأسباب أو حتى أحيانًا بدون أسباب إنما تحقيقًا لمفهوم الاستقلالية و»الرجولة النسائية» وأسوأ شيء على المرأة المتزوجة الوصول بها إلى قناعة التخلي عن الزوج من خلال تخبيبها على زوجها وإفساد العلاقة بينهما وقد جاء التنبيه على ذلك في بعض التوجيهات النبوية حيث يقول عليه الصلاة والسلام «ليس منا من خبب امرأة على زوجها» ومن يقوم بالتخبيب وشيطنة الرجل أناس كثير من ذلك أقارب الزوجة خاصة النساء وصديقات الزوجة، وقد يكون الهدف من التخبيب تحقيق أغراض شخصية وأهواء نفسية إما حسدًا أو غيرة أو إفسادًا أو انتقامًا وفي جميع الحالات يحدث الضرر على الزوجات المطلقات حيث تعض الواحدة منهن أصابع الندم كيف أنها اشترت الذي هو أدنى بالذي هو خير واستبدلت المن والسلوى بالثوم والبصل فليس هناك أغلى من ظل الأسرة وظل صغار البيت وظل الزوج الطيب، ومثل هؤلاء اللائي غيرن نعمة الله عليهن بسماعهن لشياطين الإنس في التخبيب سيكون مستقبلهن مع أولادهن وبناتهن سيئًا ومملوءًا بالرفض في مسايرة الحياة معها إلا ما رحم الله. صحيح أن هناك حالات نادرة قد تعتدل أمور حياتهن مع زوج جديد إذا كتب الله لهن التوفيق لكن لن تصبح حياتهن فيها استقرارًا إذا لاذت الواحدة فيهن إلى شلة وصحبة نسائية ليس همهن في الحياة إلا المطاعم والشيش والسفر وتناقل الأحاديث ومتابعة المسلسلات والمشاهير فإن ذلك مهما بلغ فإنه لا يغني عن ابن يدخل عليها بسعادة يقبل محياها أو بنت تخدمها ليل نهار عندما تكبر أو زوج يلفها بحبه ويدثرها بوده ويضمها إلى صدره ويمنحها كل ثقته في حياتها وتعيش له ويعيش لها عمرًا مديدًا فالتخبيب وشيطنة الأزواج أكبر عامل يقود ويتسبب في هدم البيوت وتفريق الأسر وقد ذكرت بعض الدراسات الاجتماعية إن نسبة 30٪ من حالات الطلاق كان خلفها التخبيب والتأليب ضد الأزواج فليتقِ الله المخببات من القريبات والصديقات ولتحذر كل زوجة منهن ولتحافظ على زوجها وبيتها وقد يقول البعض لماذا لم تتكلم عن الرجال الذين يخببوا الزوجات على أزواجهن خاصة من يهدف إلى تطليق الزوجة ليتزوجها هو والجواب إن هذه حالات نادرة والنادر لا حكم له وهنا ذكرنا الأكثر انتشارًا فقط وهو التخبيب النسائي.