ما أكثرهم من سموا بخرابي البيوت , وما أكثر من يستمعون إليهم أو يتقبلونهم أو يعملون بمشورتهم وأفكارهم وتوجيهاتهم .. الخ , وبعيدا عن أحد العناصر وأهمها في خراب البيوت والذي يبدأ أولا من " السرير " وكأمر خاص بين الزوجين , أو بأكثر المشاكل التابعة له كالشك , والتهديد , والإهمال , والتكلف , والإعلام , فكلها أمور أو عوامل داخلية ناتجة أو هي بيد الزوجين , وقبل أن تكون ناتجة من أحد وأهم العوامل الخارجية والتي أصبحت اليوم هي الأهم والأكثر انتشارا ومنها : " تخبيب الزوجات والأزواج " , فالتخبيب : ما هو إلا تحريض واضح بل هو مرض هذا العصر والذي قد تفشى في مجالس النساء والرجال نظرا لدوافعه , والتي كان من أبرزها الحقد والحسد والغيرة ولهذا .. سمي اليوم بخراب البيوت , فالتخبيب قد يقع فيه الرجل والمرأة سواء وهدفه إفساد الأسرة وتفككها , لتكون الضحية هنا هم الأطفال في حالة وجودهم , وذلك بشتاتهم وضياعهم وانحرافهم , كما تعد قضايا التخبيب بين الأزواج من أكثر القضايا المنتشرة بين أروقة المحاكم , ومعنى التخبيب : هو إفساد الزوجة على زوجها , بمعنى إفسادها عليه أو العكس , وهو حرام شرعا وأنه من كبائر الذنوب , ولا ينطبق ذلك بين الزوجين بل حتى بين الرجل وخادمه , وقد ورد فيه وعيد شديد ، ففي سنن أبي داود وغيره ، عن أبي هريرة- رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من خبب امرأة على زوجها ، أو عبدا على سيده ( . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , وعادة ما نجد الشخصيات المحرّضة في المجالس النسائية مرتعاً لبث سمومها من أجل خراب البيوت ، ومن المؤسف أن الأب والأم وربما الأخ أو الأخت أو حتى من أقرب الناس هم من يقعون في التخبيب ، ويكونون سبباً في إفساد حياة ابنتهم أو ابنهم سواء بقصد أو من دون قصد , وهو ما أدى ذلك إلى تزايد حالات " التخبيب " , والتي كان منها أيضا بأن يكون الشخص راغبا في إحدى الزوجات اللائي بينها وبين زوجها الكثير من المشاكل ليقوم هو بتخبيبها وبالضحك عليها تحت مظلة وقصد الزواج بعد طلاقها من زوجها أو العكس , رغم أنها ما دامت قد تزوجت فلا سبيل له إليها بأي حال , سواء كان زوجها متدينا وعلى حسن الأخلاق أو فاسقا سيء الأخلاق , فكل ذلك لا يسوغ للشخص تخبيبها ولا تحريضها عليه , فإن فعلت فقد ارتكبت إثما عظيما وكذلك العكس , جاء في مسند الإمام أحمد عن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من حلف بالأمانة ، ومن خَبّب على رجل زوجته أو مملوكه فليس منا ) . وعليه .. فمن خبب امرأة على زوجها حتى تزوجها فإنه يعاقب عقوبة بليغة تردعه وتردع أمثاله عن العبث بحقوق الناس وانتهاك حرماتهم , وقد ذهبت طائفة من أهل العلم إلى بطلان نكاحه ممن خببها , وبهذا تكون حياته معها بعد ذلك ما هي إلا صورة من صور الزنا , قال الرحيباني في مطالب أولى النهى : (وقال) الشيخ تقي الدين (في) جواب سؤال صورته (من خبب) أي : خدع (امرأة على زوجها) حتى طلقت ، ثم تزوجها يعاقب عقوبة ، لارتكابه تلك المعصية و ( نكاحه باطل في أحد قولي ) العلماء في مذهب ( مالك وأحمد وغيرهما ) ويجب التفريق بينهما , وفي الختام .. فمن يواجه مشكلة " تخبيب " وخاصة حينما يأتي التخبيب من قريب , كأن يكون عما أو خالا أو أخا أو أختا .. الخ , فيجب على جميع هؤلاء مراعاة الله في النصائح التي يقدمونها للزوجة أو الزوج ، كما يجب على النساء من الزوجات ألا يستمعن إلى كلام البعض ، والذي قد يؤدي إلى المشاكل بين الزوجين ، بل لابد من حلها في محيط الأسرة بالنقاش والحكمة . بقلم : أ- سامي أبودش كاتب مقالات . https://www.facebook.com/sami.a.abodash