التخبيب في اللغة العربية هو الإفساد، والخداع، وأصله من «الخب» وهو الخداع، فالتخبيب بين الزوجين، أو الصديقين، أو القريبين، هو إفساد ذات البين بينهما، وإيقاع العداوة والفرقة بينهما، وعلى هذا يكون تخبيب المرأة على زوجها هو إفساد عليها، وإيقاع الفرقة بينهما، ومثله أيضاً تخبيب الرجل على زوجته، وذلك بأن يذكر مساوئ أحد الزوجين عند الآخر، ويسعى إلى التحريش بينهما، وإيقاع الفرقة بينهما، وإحداث الطلاق بينهما، لغرض من الأغراض الشيطانية: فقد يكون الغرض هو مجرد التشفي والانتقام، حسداً لهذين الزوجين على حياتهما السعيدة. وقد يكون الغرض تزويج المرأة بآخر بعد إفساد حياتها مع زوجها, أو العكس. ولا يخفى على عاقل ما يترتب على هذا الصنيع الشيطاني من المفاسد العظيمة، والآثار السلبية على الفرد، والأسرة، والمجتمع، من تفكيك الأسرة، وتضييع الأطفال والأبناء، إلى غير ذلك من المفاسد التي لا تخفى. وإذا كان المخبب المفسد قد سلم نفسه للشيطان، ورضي أن يكون جندياً من جنود إبليس، فإن اللوم يقع على الزوجة، أو الزوج الذي يستجيب لدعوات المفسدين الذين يريدون أن يخربوا بيتها، ويهدوا أركانه، ويشتتوا شمل الأسرة، فأين عقول هؤلاء المساكين؟ وأين تفكيرهم في عواقب الأمور؟ فالواجب الشرعي والعقلي أن يرد الزوج، أو الزوجة على هؤلاء المفسدين، ويقطعا علاقاتهما بهم، بل وإقامة البينة عليهم، وإحالتهم إلى القضاء؛ لأنهم مجرمون في حق الأسرة والمجتمع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. كما أن هذا من الموضوعات الشرعية، والاجتماعية التي ينبغي أن يهتم بها العلماء، والخطباء، والوعاظ، والكتاب، لأهميتها، وخطورة آثارها على الفرد والأسرة والمجتمع. ويكفي للتدليل على خطورة هذه الظاهرة وتفشيها أن مختصين أوضحوا أن 30 % من حالات الطلاق ناتجة عن تحريض طرف ثالث، أو أكثر، على الطلاق والشقاق.