سبابة على زجاج نافذتك، قد تفجعك وانت في انتظار إشارة المرور، لتشاهد بعدها الصورة كاملة، فتكتشف أنه رجل بصحته، يحمل طفلاً ينظر لك نظرة الاستعطاف، لتجود من مالك بما يمكنك. قد يبدو المشهد عادياً، بل وقد يدافع البعض عن هذا المسكين، ولكن عندما تجد أربعة في مربعٍ واحد، كلهم بنفس الهيئة ويحملون أطفالاً، قد تجد الموضوع مريباً بعض الشيء. ورغم استغلال الأطفال إلا أن استغلال العاهات والتشوهات وكل ما يجلب العاطفة يجعل المتسولين يقومون بتصرفات لا يصدقها العقل. كل هذا ليأخذ ريالا من أصحاب القلوب الرحيمة يتحول لآلاف نهاية الشهر، ناسيا أو متناسيا عقوبة مصادرة الأموال والترحيل التي قد تطاله هو والطفل ومن يعاونه. يؤكد أبو ريان أن أفضل الطرق للتبرع الجمعيات المعروفة والمعتمدة، لكي تحرص أن تذهب الصدقة في مكانها السليم وليس عند الإشارات، وهي ظاهرة سيئة تؤثر على الواجهة البصرية للبلد. ويقول حسين سلوم أن الآية الكريمة تقول (وأما السائل فلا تنهر) ولكن نجد العديد من الأطفال الذين يعانون مع هؤلاء المتسولين طبلة النهار وفي ظروف صعبة وحمل خاطئ يضر بعظام الطفل لينة، ولا تدري أهو طفله أم لا، ويقول أنه شاهد مع ولده في إحدى المساجد أحد الشحاذين وهو يعطي الطفل الذي معه حبة، ولا يدري أهي مخدرة أم ماذا!! ويضيف خالد الحازمي أن المنظر غير حضاري ويجب على الجهات التي تكافح التسول النظر في سبب انتشار هذه الظاهرة ومكافحتها، وعن الذين يستغلون الأطفال يقول أن هؤلاء لا يخافون الله، حتى يستغلون الأطفال الصغار. والتسول ظاهرة قبيحة مذمومٌة في الشرع ؛ لأنه يتضمن المذلةَ والمهانةَ للمسلم، وهو مما يُنَزِّهُه عنهما الشرعُ الشريفُ، وهي ظاهرة تُسيء إلى شكل المجتمع، وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الجرم فقال: (مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْم). وقد يغفل بعض الناس عن أن هناك منصة وطنية إلكترونية، تستخدم الذكاء الاصطناعي لبناء منظومة فاعلة عبر الشراكات مع القطاعات الحكومية والخاصة غير الربحية، ليتم توظيف كل ريال في مكانه الصحيح، ويذهب فعلا لمستحقيه. يذكر أنه وفي نفس السياق قدم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد تبرعاً بقيمة عشرة ملايين ريال لمنصة إحسان، ويعد هذا التبرع امتدادا لتبرع سابق لسموه، دعما منه وتمكينا لقطاع العمل الخيري.