بالأمس كنا نفخر بوطن لم تدنسه أقدام الاستعمار فبقي ترابه نقيًا لا تشوبه شائبة، وكنا نفاخر بوحدة وطنية لا مثيل لها ترابطًا ومتانة وصلابة، وكنا نعتز بوطن لم تفسده الأحزاب والمذاهب السياسية التي تراوحت أطيافها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بما ألحقته بالكثير من الأنظمة السياسية من حولنا بشتى أنواع المآسي من فوضى وانقلابات وحروب أهلية وأزمات اقتصادية، وكنا نتباهى بأن بلادنا -بشهادة خبراء الأمن على المستوى العالمي- واحة أمنية ينعم فيها المواطن والزائر والمقيم بالأمن والأمان.. وكنا نزهو بأن خدمة الحج والمعتمر وزوار البيت العتيق رسالة وشرف وغاية يفخر وينهض بأعبائها كل المواطنين بعد أن أصبحت تلك الرسالة مسؤولية تقع على عاتق كل مواطن سعودي. اليوم ونحن نزهو بهذه المفاخر التي أصبحت علامات بارزة في مسيرتنا السعودية المباركة، أغدق الله علينا -ولله الحمد- بالمزيد من النعم، فأصبحت بلادنا تنعم بالرخاء والأمن والاستقرار، فيما العديد من بلدان العالم تسودها أجواء الفوضى والتناحر والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. اليوم أصبح شباب الوطن يحلق في آفاق العلم إلى أعلى المستويات، وأصبح اقتصاده من بين أقوى عشرين اقتصاد على مستوى العالم، وأصبح جيشه يحتل مرتبة متقدمة من بين أقوى جيوش العالم، وأصبحت بلادنا ولله الحمد قدوة في مجتمعها الدولي من خلال سياسة الوسطية والاعتدال ودورها في الدعوة إلى السلام ومحاربة التطرف والإرهاب، وما تبذله من جهود في مكافحة فيروس كوفيد-19.. وليس من المستغرب أن تصبح المملكة الآن، وهي تحتفل بالذكرى ال91 ليومها الوطني، دولة كبرى تتبارى دول العالم في خطب ودها وبناء جسور الصداقة والتعاون معها. اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين -حفظهما الله- أصبح كل مواطن سعودي يباهي بما حققه الوطن من العبور إلى المستقبل من خلال القفز من مجموعة الدول النامية إلى مجموعة الدول المتقدمة، وأن يفخر بالمشاريع العملاقة التي أصبحت تملأ أرجاء الوطن، بعد أن أصبحت رؤية 2030 حقيقة واقعة بعد أن جسدت وعبرت عن الروح الشبابية الطموحة للشباب السعودي الواعد. اليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى المجيدة علينا جميعًا أن نذكر ونتذكر، وننقل لأولادنا وأحفادنا أن كل ما ننعم به الآن من عز ومجد، ووحدة ورفاهية، وأمن واستقرار وضع أساسه القائد الموحد والباني العظيم جلالة الملك عبدالعزيز -يرحمه الله-، ثم أبنائه من بعده الذين صانوا الوعد وحفظوا العهد وساروا على الدرب وحافظوا على النهج القويم الذي سار عليه الملك عبدالعزيز. اليوم ونحن نحتفي بذكرى اليوم الوطني ننعم بدار هي رمز للعز والمجد والسعادة والأمان، دار عالية البنيان مرفوعة الهامة، متينة الأساس، وطيدة الأركان.. دار جبلنا على محبتها ونشأنا على عزها وتربينا في أكنافها، ولسان حالنا يقول: "هي دار لنا.. دار إسلام وسلام ومجد وكيان.. هي دار لنا... دار أمن وأمان نعلي صرحها ونرسخ البنيان.. هي دار لنا... دار نفتديها بالروح والدم ونحميها بسواعد الإيمان". فكل عام وأنت بخير يا وطننا الغالي ملكًا وولي عهدًأ وشعبًا.. حرمًا آمنًا وعزًا وفخرًا.. ترابًا مصانًا وراية خفاقة ومجدًا.. أملًا لا يمل وفجرًا أطل ياسمينًا ووردًا.. حلم مشرق.. شمس وظل.. مهرة وسيفًا.. حاضر جميل يتوجه مستقبل أجمل عندما تتحقق الرؤية بكل أبعادها وأهدافها ومشاريعها بإذن الله وتوفيقه في مناسبة الذكرى المئوية ليومنا الوطني إن شاء الله.