مسببات الطلاق متعددة ومتشعبة وقد تُعرف ما هي المشكلة وربما يستعصى الحل وتأتي صعوبة تطبيق الحل نتيجة تعنت وإصرار بالرأي لأجل انتصار ذاتي مؤقت وربما يكون زائف لأنه يشبع رغبة شخصية أو تحقيق لرغبة طرف ثالث يكون قد نجح في تحقيق مراده.. ولهذا يعتبر التفاهم مطلبًا ملحًا وليس الفكرة أن تفهم الشخص لكي تنفذ كل رغباته بقدر ما تتفهم طبيعته حتى تستطيع التعايش معه خاصة وأنها طبيعة بشرية عادية ولا أتحدث عن الحالات الشاذة العصيبة التي لا تدرك قيمة مشروع الزواج فكل طرف لديه من الجوانب التي ممكن التغاضي عنها وتحملها لأجل الحب واستمرار المعيشة باستقرار.. ويأتي الأمر الآخر التوافق الفكري ويعتبر مهما جدًا أن تلتقي ولا يكون هناك فوارق فكرية تجعل الحياة مستعصية إلى درجة عدم التحمل فمن الأهمية قبل التقدم والإقبال أن يكون القرار مبني على قناعة ذاتية باستحقاق أن يكون ذلك شريك حياتك لتفهمك وإعجابك بمستوى التفكير والنضج والوعي والأسلوب والجمال إضافة إلى العامل المشترك وهو أن الطرفين سيشتركان في بناء أسرة وليس فقط مجرد لقاء عابر ينتهي بساعات وهنا الأهمية بأن كل طرف سيشكل النصف الثاني على مدى العمر حتى ولو تم الانفصال بوجود أبناء فسيكونوا أبوين لأبنائهم مهما طال الزمن ولتفادي الطلاق حتى ولو بدون أبناء فهنا تعد تجربة فاشلة لكل طرف سجلت في حياته وضريبتها عدم التفاهم والتوافق.