بثقة ورجاء وأمل أطلت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، لتعلن أنها اتفقت مع وزراء كل من ألمانيا وايطاليا وفرنسا على خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية! وتسابق الوزراء الثلاثة الذين دعتهم الوزيرة الليبية الى طرابلس في التأكيد على السعي الحثيث لتنفيذ هذه المهمة استكمالاً لما يجري على الأرض ودعم حكومة الوحدة الوطنية!. كنت أتابع الخبر على الشاشة، فيما وقعت عيني على تصريح لرئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماريرو، يقول فيه إن المنظمة ستطالب دول العالم باستعادة «دواعشهم» ونقلهم إلى بلدانهم، وتحويل المساعدات المخصصة لهؤلاء إلى المواطنين السوريين الأكثر احتياجاً! وجدتني أعود الى أيامي في أفغانستان، وتحديداً الى اليوم الأخير في مهمتي الطويلة، حيث تحركت من كابل بسيارة جهزها وزير الداخلية أحمد شاه زي، تسبقها أخرى لكشف وتفادي الألغام في الطريق الى جلال آباد، ثم الى بيشاور، حيث توجهت الى مطار كراتشي في باكستان! في المطار، كان :المجاهدون» بالتعبير الرسمي السائد في ذلك الوقت، قد حصلوا على تأشيرات دخول الى فرنساوألمانيا وايطاليا وبلجيكا، ومعظم دول العالم، وكان المشهد غريبا بالنسبة لي ويومها كتبت من المطار تقريراً جريئاً عنوانه «الى أين يتجه قطار المجاهدين العرب وغير العرب»!. أتذكر كذلك وهذا الكلام موثق ومنشور أنني عبرت عن مخاوفي من عودة هؤلاء الى العواصم والبلدان العربية لاقامة حلمهم المجهض، ومن ثم فلن تحتملهم هذه الدول، واستخدمت في ذلك عبارة : «قنابل موقوتة» ستنفجر في وجه من يعترضها! الآن وبعد أكثر من ثلاثين عاماً وقف بيتر ماريرو رئيس لجنة الصليب الأحمر ليطالب دول العالم بلم دواعشهم من سوريا! فماذا عن ليبيا؟! وماذا عن العراق؟!. في العراق تحديداً تولدت عشرات المجموعات الإرهابية التي ترتدي ثوب الوطنية والدفاع عن الوطن، وحين كنت أنهي المقال كانت أصوات العشرات من ميليشيا حزب الله العراقية، تتعالى في السماء مطالبة بقطع أذن الكاظمي رئيس الوزراء!. وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، يعلن رفضه استعراض حركة «ربع الله»، ورفع سلاحها في بغداد، مطالبا «الحشد الشعبي» بإعلان براءته منها أو معاقبتها. أريد أن أقول إن خطورة «المرتزقة: لا تقتصر على أيام وسنوات وجودهم في تلك الدولة أو تلك، وإنما تمتد لسنوات طويلة، وكأنها أو ولكأنهم يبذرون «تقاوى» الإرهاب في كل ركن بحيث تتواصل المأساة- مأساة كل دولة سنوات وسنوات! هل نسأل من الذي دعشش الدواعش بهذا الشكل وأرسلهم للعواصم العربية، ومن الذي منحهم التأشيرات والأموال اللازمة؟ ومن أمدهم بتقاوي أو بذور الإرهاب التي زرعوها ويزرعونها في كل ركن؟!.