الدعاية والإعلان هي إحدى الوسائل التي تعتمد عليها الشركات لتسويق منتجاتها وترغيب المستهلكين في اقتنائها، وهو حق مشروع لها. إلا أن المتتبع للإعلانات التجارية وللعبارات التي تكتب في اللوحات الإعلانية للشركات التي تضعها في الشوارع العامة والمراكز التجارية أو حتى على سياراتها يلحظ في البعض منها عبارات وايحاءات وايماءات خادشة للحياء بل والبعض منها يحتوي على إيحاءات جنسية. ولعلي هنا اطرح عدة تساؤلات واحتاج إجابة اليها كغيري ممن يشاهدون هذه الإعلانات التي تنتشر من حولنا: هل يوجد رقابة على هذه الإعلانات واللوحات الدعائية؟ وهل هناك ضوابط معينة لإجازة هذه الإعلانات؟ ومن هي الجهة المعنية بترخيص مثل هذه الإعلانات؟ أم أن كل شركة لها الحق في عمل الدعاية التي تحقق هدفها الذي تسعى إليه بغض النظر عن محتوى الإعلان ومدى ملاءمته أو احترامه للمنظومة القيمية والأخلاقية للمجتمع من منطلق (الغاية تبرر الوسيلة). إن النشاط الإعلاني لا يقتصر أثره على الجانب التسويقي فقط بل يتعداه إلى أبعد من ذلك فيؤثر على الجانب التربوي والاجتماعي بالإضافة إلى أثره الاقتصادي. لذلك لابد أن يكون هناك رقابة على هذه الإعلانات ووضع معايير لها وعدم إجازة أي محتوى إعلاني يخالف قيمنا ومبادئنا كمجتمع مسلم رصين فبعض الإعلانات للأسف وكانها تحض على الرذيلة والانحطاط الأخلاقي بأسلوب مبتذل بل إن المشاهد أو القارئ يقف محرجًا عندما يشاهد أو يقرأ هذا النوع من هذه الإعلانات الرخيصة التي لم تراعِ قيم وأخلاقيات المجتمع.