الشركات الكبرى التي تمتلك وسائل التواصل الاجتماعي ليست أشباحاً وليست شركات وهمية، بل العكس هي من أكبر الشركات العالمية، وأرباحها بآلاف الملايين، ما دعاني لذكر ذلك أننا وصلنا لمرحلة أخلاقية لابد أن نقف في وجهها ونتعامل معها بحزم وجدية، وخصوصاً ما يتعلق بالإعلانات غير الأخلاقية التي أصبحت تقتحمنا بصورة محزنة وغير مؤدبة! الغريب أن أشهر وسائل التواصل الاجتماعي تضع قوانين صارمة بما يتعلق ببعض الحقوق والواجبات وشاهدنا كيف ألغت العديد من الحسابات التي تختلف مع ميثاق هذه الوسائل، ولكن أن يصبح الإعلان عن تطبيقات خاصة بدعوات للممارسات الإباحية وموجهها لمجتمعات محافظة، فإننا نتساءل أي القوانين والحقوق التي تدافع عنها تلك الشركات وتدعي حمايتها. ما يحدث حالياً بالفعل غير أخلاقي إعلامياً وإعلانياً، فمن الناحية الإعلامية الأمر مخجل أن تجد في حسابك إعلانات تقتحمك وأنت مجبور عليها لدعوتك لتحميل تطبيقات للتعارف، لأن هناك فتيات جميلات ينتظرنك للمواعدة، فهذا ليس بالمقبول إعلامياً وأخلاقياً، ومن الناحية الإعلانية هنا نجد استغلالاً وقحاً لوسائل التواصل الاجتماعي وطمع الشركات المستفيدة من الإعلانات، وليس مهماً من سيصل له الإعلان ومن سيتسبب بخدش حيائه، وكذلك الحال مع إبراز بعض المشاهير ببعض التطبيقات ممن يروج لأمور غير أخلاقية، وأعجبني بالفعل مؤخراً تعامل وزارة الداخلية الكويتية وقبلها الداخلية المصرية مع بعض ممن استغل الإيحاءات الجنسية والاستعراضات الجسمانية غير الأخلاقية للترويج لحساباتهم! المصيبة أن أكثر من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لدينا من الصغار بالسن، حتى لو زعمت الشركات الشهيرة في حسابات التواصل الاجتماعي أن هناك عمراً معيناً للتسجيل، لأن التحايل على هذا الشرط بسيط وغير إلزامي، مخجل بالفعل أن تستشري ظاهرة الحسابات غير الأخلاقية وكأنها أمر اعتيادي. فلابد علينا أن نتعامل مع ما يحدث بصرامة، الانفلات الأخلاقي عبر أشهر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي زاد بصورة واضحة، فإعلامياً هناك أمور أخلاقية لكل مجتمع لابد من الالتزام بها ومراعاتها واحترامها. لا ننكر أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً مهماً في حياتنا، ولكن بالإمكان تهذيبها، وإجبارها على احترام قيم المجتمعات ومبادئها الدينية والأخلاقية، هناك حسابات لأفراد وشركات تكسب الملايين من المتابعين ومن الأموال، والمحتوى الأبرز لديهم مخجل وغير أخلاقي مطلقاً، الأمر ليس تكبيلاً لهذه الحسابات ولكن محاسبتها ومحاسبة الشركات الشهيرة في وسائل التواصل أمر مهم!