هذا المقال لا يهدف إلى إظهار «الحمية» العمياء، أو أنه مدفوع بدافع من العصبية المقيتة، لأني أؤمن بأننا جميعنا في الوطن الأم الغالي على قلوبنا كسعوديين «سواسية» وعاشقون له حتى الموت. ولا يضير أهل الجنوب أن تخرج شخصية في مسلسل «مكرور» كما في «مخرج 7» تحمل اسمًا جنوبيًا، وتتحدث بلهجة «أقرب للهجة أهل منطقة الجنوب» لأن صاحب الشخصية لم يتقن اللهجة كما هي رغم أنه ابن للمنطقة.. لكن المقال يحمل سؤالا، ينطلق من جعبة المشاهد «العادي» أو لنقل «المثقف» الحصيف، مفاده ألم يجدوا شخصية أخرى تعكس «شخصية الجنوبي الحقيقي» بعيدًا عن السطحية والسذاجة أو البلاهة التي بدت عليها شخصية «المشبب». فهناك فرق أن تظهر الشهامة والسخاء و»الفزعة» في شخصية متزنة نبيهة ذكية تعرف أين تضع قدمها، عن «فزعة الملعوب عليه».. ولا يمكن تفريغ كل سمات العربي الأصيل في شخصية الجنوبي الحقيقي، في شخصية «المشبب» ليظهر بأنه يفقد سيارته، ماله، هيبته، حتى نقده في «جلسة سواليف مع الجد». كلنا يدرك كيف عملت الأفلام والمسلسلات المصرية لفترة طويلة على «تنميط « شخصية «الصعيدي» حتى أظهرته تارة في صورة الساذج، وتارة في صورة الغبي أو السطحي، مع أنه عكس كل هذا، فالصعيدي هو الكريم الشهم المتعلم صاحب القيم والمبادئ، وأكثر عظماء مصر في الأدب والعلوم المتنوعة هم من أبناء الصعيد لكن ما ناله من تشويه في السينما والمسلسلات «نمّطت» عنه الشخصية البلهاء. أنا لا أتهم أحدًا بسوء الظن في «مسلسل مخرج 7» ولا أضعه موضع الشك أو الريبة، غير أني ألفت نظر أصحاب العمل الدرامي وكاتبه إلى أن في «الجنوب الإنسان والمكان» ما يستحق أن يكون محط أنظارهم، وجديرًا بأن يقدم للناس على شاشة يراها كل العرب.