تمكن القائمون على مشروع ولي العهد لتطوير المساجد التاريخية من ترميم 30 مسجدًا في عشر مناطق، من أصل 130 مسجدًا تاريخيًا، بتكلفة تقدّر بأكثر من 50 مليون ريال حيث وجه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتطويرها، لما تمثله من عمق إسلامي تاريخي وثقافي حيث جرى تطويرها ومحاكاة طرازها القديم وأسلوبها المعماري المستخدم فيها، وإبراز النقوش والزخارف المزينة لجدارنها وسقوفها، مع الاتجاه نحو الاستدامة والعمارة الخضراء. وحرصت إدارة المشروع على مراعاة أدق التفاصيل، لتعود المساجد على ما كانت عليه من تصميم بمواد تراثية محلية، وإضافة عناصر جديدة ضرورية مثل تخصيص مصليات للنساء، وتوفير خدمات للأشخاص ذوي الإعاقة وتطوير المرافق الخدمية مثل التكييف والإنارة والصوتيات وتنفيذها بأسلوب يتوافق مع هوية المسجد التاريخية. وتتفاوت أعمار المساجد التاريخية ضمن المرحلة الأولى بين 1432 عامًا و60 عامًا، موزعة في مناطق مختلفة في المملكة، إذ يعود تأسيس أحدها إلى عهد الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه-، وهو مسجد جرير البجلي في محافظة الطائف، فيما تُعرف بعضها على أنها كانت منارة علمية مثل مسجد الشيخ أبوبكر الذي يعود تأسيسه إلى أكثر من 300 سنة في محافظة الأحساء. ومع بداية شهر جمادى الأولى من العام الجاري 1441ه بدأ عدد من مساجد المرحلة الأولى في معاودة استقبال المصلين بعد الانقطاع عن بعضها قبل فترة الترميم لمدة تزيد على 40 عامًا، لتنطلق مرحلة جديدة لهذه المساجد لتصبح رمزًا دينيًا تاريخيًا من شأنه المحافظة على الإرث الديني والعمارة الإسلامية وإعادة إحياء القرى التراثية وأواسط المدن التاريخية. وجاء توجيه ولي العهد بتنفيذ مشروعات تطوير المساجد التاريخية وتأهيلها خلال المرحلة الأولى من قبل شركات سعودية متخصصة في المباني التراثية، وذوات خبرة في مجالها، مع أهمية إشراك المهندسين السعوديين للتأكد من المحافظة على الهوية العمرانية الأصيلة لكل مسجد منذ تأسيسه، والذي تم عبر برنامج إعمار المساجد التاريخية في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ووزارة الثقافة والجمعية السعودية للمحافظة على التراث. وتضم المساجد التي يتم ترميمها مساجد تاريخية صلى فيها صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم-، إذ تتفاوت أعمار المساجد بين 1432 عاًما و60 عامًا، مثل مسجد جرير البجلي في الطائف، الذي يعود إلى عهد الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي - رضي الله عنه-، وأنشئ عام 10 للهجرة، ومساحته 350 مترًا مربعًا، وظلت الصلاة تقام فيه إلى فترة قريبة حتى بني المسجد الكبير المجاور لمسجد البجلي، وفيما يلي بعض المساجد التاريخية التي تم ترميمها: بدر بن فرحان لولي العهد: دمتم يا سيدي سندًا للثقافة والتراث قال وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان إن عودة الحياة إلى 30 مسجدًا تاريخيًّا، تؤكد مجددًا دعم سمو ولي العهد لتراثنا وثقافتنا. دمتم يا سيدي سندًا للثقافة والتراث. سديرة.. أقدم المساجد التراثية بشقراء يقع مسجد سديرة التاريخي بمحافظة شقراء شمال غرب مدينة الرياض، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1356ه، ويعد من أقدم المباني التراثية بالمنطقة، وتبلغ مساحته الكلية نحو( 500م2)، ويتسع لنحو (160) مصليًا، ويتكون المسجد من بيت الصلاة، وسرحة، وخلوة أرضية ودورات مياه، ومنارة مربعة الشكل تقع جنوب المسجد يبلغ ارتفاعها نحو (10.46م)، وللمسجد مدخلان أحدهما في الشرق والآخر في الغرب. ويضم مسجد سديرة التاريخي بعد التطوير الحالي بيت الصلاة، وسرحة المسجد، ومصلى للنساء، ودورات مياه وأماكن وضوء للرجال والنساء، ويتسع ل (347) مصليًا. الداخلة.. 4 أروقة تحيط بالمسجد يعد مسجد الداخلة بمحافظة المجمعة من أقدم المساجد التاريخية بالمجمعة التي تقع شمال مدينة الرياض، ويعود تاريخ إنشائه إلى سنوات ما بين 850ه إلى عام 900ه، وترجع أهمية المسجد لقدمه، فهو من أقدم المساجد بالمنطقة، وتبلغ مساحة المسجد الكلية نحو( 666م2)، ويتسع لنحو (340) مصليًا، ويتكون من صحن مكشوف شبه مستطيل الشكل يتوسط المسجد وتبلغ مساحته نحو (190م2 )، ومحاط بأربعة أروقة، رواق القبلة، والرواق الشمالي، والرواق الشرقي، والرواق الجنوبي المنسف.. الطراز النجدي في العمارة يقع مسجد المنسف التاريخي بمحافظة الزلفي شمال شرق مدينة الرياض، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1290ه، ويتميز مسجد المنسف ببنائه على الطراز النجدي، ويعد من أقدم المباني التراثية بالمنطقة، ويعود تاريخ بنائه إلى نهايات القرن الثالث عشر الهجري ما بعد عام 1290ه، تولى الشيخ علي جار الله ابن غزي وذريته ومجموعة من الأسر بمحافظة الزلفي بناءه. وتبلغ مساحة المسجد الكلية نحو(337م2)، ويتسع لنحو (87) مصليًا، ويتكون من بيت المسجد من بيت للصلاة (7.87*11.10م) وسرحة (16.56*11.10م) وخلوة أرضية (3.62*110.7.65م)، إضافة إلى دورات مياه منفصلة عن الجامع، وللجامع مدخلان رئيسان كلاهما في الواجهة الجنوبية. مسجد أبوبكر..300 عام من التراث يبرز في حي الكوت التاريخي بمحافظة الأحساء ويعد المسجد من أقدم المساجد التراثية في محافظة الأحساء، ويعود تاريخ تشييده إلى أكثر من 300 عام، حيث تكفل ببنائه الشيخ أحمد أبو علي، ويرتبط به مدرسة ورباط أبي بكر الواقعة جنوب غرب المسجد التي كانت تعد منارة للعلم الشرعي. ويتميز مسجد أبوبكر ببنائه على طراز معماري فريد، حيث كان بناؤه من الطين والحصى وجذوع خشب النخل، وتبلغ مساحة المسجد قبل التطوير نحو (565م2)، ويتسع إلى نحو 125 مصليًا، ويتكون المسجد من بيت للصلاة بمساحة (5.65*13.7م )، وساحة خارجية بمساحة (15.85*16.35م) قصر الشريعة يتسع ل150 مصليًا يقع مسجد قصر الشريعة التاريخي بمدينة الهياثم غرب محافظة الخرججنوب مدينة الرياض، ويعود تاريخ إنشائه إلى نحو عام 1338ه، وترجع الأهمية التاريخية له كونه يتبع لقصر الشريعة المكون من كل من قصر سعود الكبير وقصر البجادي. وكان إنشاء المسجد والمنطقة المحيطة به في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بعد أن تأسست البلدة القديمة بالهياثم عام 1338ه وتبلغ مساحته (371م2)، ويتسع ل (150) مصليًا. الحبيش.. رواق بعقود دائرية يقع مسجد الحبيش التاريخي في حي الرفعة بمدينة الهفوف بمحافظة الأحساء، وأنشئ في القرن الثالث عشر الهجري ويعد من أقدم المساجد التراثية بالمدينة، ويتميز ببنائه على طراز معماري فريد، ورواق ذي عقود دائرية، حيث بني من الحجر الجيري والطين وسقفه من خشب الشندل وأعواد البامبو والحصير، وتبلغ مساحته قبل التطوير نحو (318م2)، ويتسع إلى نحو (80) مصليًا. 86 مصليًا سعة مسجد الحديثة يقع مسجد الحديثة شمال غرب مركز الحديثة التابع لمنطقة الجوف بالقرب من قصر الإمارة القديم، ويعد المسجد من أقدم المساجد التراثية بمنطقة الجوف، وقد بني عام 1375ه، حيث أمر ببنائه الأمير عبدالعزيز السديري - رحمه الله - أمير منطقة القرياتوالجوف آنذاك في أثناء زيارته مركز الحديثة عام 1373ه، وبعد تطويره في وقتنا الحالي يتكون مسجد الحديثة من بيت الصلاة والسرحة ومصلى للسيدات ودورات مياه ومواضئ للرجال والسيدات والمئذنة، وتبلغ مساحته (280م2)، ويتسع ل (86) مصليًا. الجلعود.. أقدم مساجد سميراء يقع مسجد الجلعود التاريخي في البلدة القديمة بمدينة سميراء في منطقة حائل، ويعود تاريخ إنشاء المسجد إلى عام 1175ه، ويأتي الناس إليه من المناطق المجاورة للصلاة فيه، وبعد تطويره في وقتنا الحالي يتكون مسجد الجلعود التاريخي من المسجد والسرحة والخلوة ودورات للمياه ومواضئ للرجال، وتبلغ مساحته ( 250م2 )، ويتسع ل (129) مصليًا. وأعيد بناء المسجد عام 1347ه وينسب اسمه إلى عائلة الجلعود، وقد مر المسجد بالعديد من الترميمات بعد ذلك، ويقع وسط البلدة القديمة جنوب مدينة سميراء ويبعد المسجد نحو 120 كم جنوب شرق مدينة حائل. العساكر: أعاد جموع المصلين للاصطفاف غرد بدر العساكر مدير المكتب الخاص لولي العهد ورئيس مركز مبادرات مسك على ذلك المشروع الحضارى قائلاً: بعد أن غاب الأذان عن بعضها لسنوات طويلة يأتي مشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية ويبعث الحياة في عدة مساجد في منطقة الباحة من جديد لتعود جموع المصلين للاصطفاف ويعلو ذكر الله وصوت الحق عاليًا. وأكد العساكر أن مبادرة الأمير محمد بن سلمان لترميم المساجد التاريخية إنجاز جديد يضاف إلى سجل إنجازات الرؤية السعودية التي أطلقها ولي العهد، ونشر صورًا لبعض المساجد التاريخية قبل وبعد الترميم وعلق عليها بالقول: إنجاز جديد يصافح التاريخ والحاضر؛ يكتب لنا أحد إنجازات رؤية المملكة 2030 بتوجيه من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتطوير المساجد التاريخية والحفاظ على هذه الآثار التراثية.