أرسل لي أحد الأصدقاء «مقطع فيديو» كان مؤثرًا جدًا، كان لأحد أبطالنا من رجالات وزارة الصحة وأظنه «ممرضًا أو طبيبًا» كان عائدًا إلى بيته، وكان في استقباله أحد أطفاله عند باب البيت، وما إن رأى الطفل أباه حتى جرى نحوه يريد أن يحتضنه، إلا أن الأب وفي موقف مؤثر ابتعد عن طفله من أجل سلامته، الأمر الذي يستوجب عليه أن يتخلص أولاً من ملابس العمل خاصة في ضوء الاحتياطات الصحية من جراء وباء كورونا، فلم يكن من الأب إلا أن يستسلم لهذه اللحظة المؤثرة، عندما جثا على ركبتيه وقد أسند رأسه إلى كفه تاركًا لوجع الموقف أن يرسم لوحة «تراجيدية» معبرة ومؤلمة في نفس الوقت، فلم يكن لي بد من أن أكتب عن «طواقمنا الطبية»، وهم يخوضون مع العالم كله من أقصاه إلى أقصاه معركة شرسة مع عدو خفي لا يُرى فيُتقى مع «فيروس كورونا» كي نتذكر أن هناك أبطالاً هم بحق «فرسان المرحلة» يقودون بلباسهم الأبيض ومعاطفهم الملونة أقوى معركة لم يشهد لها العالم مثيلا منذ قرون، مع الوباء القادم إلينا من الشرق، إنهم أبطال الصحة الذين يسجلون أروع التضحيات في سجل الوطن، والله لو قلنا «ألف شكر لكل واحد منهم، وطبعنا ألف قبلة على جبينه وكفه، فإنها لا تكفي»، نحن نعلم أنهم يؤدون واجبهم الإنساني، ويقومون بدورهم الوظيفي الموكول إليهم، ويجتهدون في ممارسة واجبهم الوطني، لكننا يجب أن نعلم أنهم هم من يقف في الصف الأول في مواجهة فيروس كورونا بعد توفيق الله وعونه لرده عنّا مواطنين ومقيمين، فكم نحن لهم ممتنون بما يقومون به، ومدينون لهم بأرواحنا، ومقدرون لهم جهدهم وهم يواصلون ساعات الليل بالنهار من أجل وطنهم ومواطنيهم. لكن بشراهم ما سمعته وأسمعه دائمًا، من دعوات صادقة يبتهلها كثيرون كبارًا وصغارًا رجالاً ونساء إلى ربهم، وهم يتضرعون إليه، بأن يجزيهم خير الجزاء، وأن يمدهم بالصحة والعافية والقوة والنشاط، وأن يجزيهم عن الوطن والمواطن والمقيم خير الجزاء نظير ما قدموا ويقدمونه، فهم لا غيرهم «مشاهير اليوم والغد والمستقبل».