كلٌ منا يذكر، والبعض الآخر يتذكر، المسلسل الكرتوني الكوميدي القط والفأر !! بل إن الكثير لازال يشاهده مع أبنائه الصغار، وأنا واحد من أولئك المشاهدين !! وقد تم استنساخ فيلم آخر لهذا الفيلم، لكنه فيلم حقيقي، وليس كرتونيا!! وفيلم تراجيدي محزن!! وليس كوميديا مضحكا !! وتغير الاسم من القط والفأر إلى ( كورونا ووزارة الصحة)!! نقاط التشابه والالتقاء أن (الفأر) في الفيلم الكرتوني دائماً هو المنتصر!! وكذلك بطل الفيلم المستنسخ مرض (كورونا) دائماً يفوز!! يظهر، ويبرز، ويشهر أنيابه ليفتك بمئات الضحايا!! ووزارة الصحة تراها، أو تلاحظها، أو تسمع أصوات أقدامها مهرولة وراء ذلك (الفأر)أقصد (كورونا)!! ثم تتعب، وتلهث، فتأخذ لها قسطاً طويلاً من الراحة!! ولاسيما أن كورونا قد تعب هو الآخر، شبعاً وتخمةً!! بعد أن قضى على ضحاياه الكثر!! ثم مايلبث أن يجوع، فينطلق في جولات جديدة!! وبالمقابل نسمع تحركات صديقته اللدودة وزارة الصحة، وتعم البشرى لدى المشاهدين الكرام (الضحايا) أن الوزارة قد نهضت من سباتها العميق!! وقللت من أصوات شخيرها المعتاد!! والذي أزعج جاراتها( بقية الوزارات) والتي تعاني هي الأخرى من تلاعب ( الفأر) (كورونا) !! فقد أثر على إنتاجيتها وانتظامها في أعمالها، جراء تخوف منسوبيها من مشاكسات ذلك (الفأر) ( كورونا) وأذائه الواضح !! أُعفي وزراء، وأُستبعد نواب وزراء، وتغيّر وكلاء، وتبدّل مدراء، ولكن مرض كورونا لم يُعف من عمله، ولا أُستبعد من المجتمع، ولا غيّر طريقته في البطش والفتك، ولا بدّل أماكن تواجده !! فهل التشخيص السليم يكمن في قدرات، وكفاءات، وخبرات، وزارة الصحة ومنسوبيها؟!! أم في دهاء ومكر وتلاعب فيروس كورونا، وطريقة لعبه مع وزارة الصحة، وتلاعبه بها؟!! والمشهد الأخير والمؤثر !! إلقاء الضوء وتسليطه على (الضحية) المشاهد !! وطريقة انتظاره لدوره في استقبال كورونا بكل شجاعة يغلفها الصبر والهدوء !! الرياض