وعكة صحيّة وقليل ألم في أحد أعضاء جسدك، ربّما مفاصل اليدين تؤلمك أو وخزٌ يشدّ علىٰ ساقيك، أو دُوارٌ يربك حركتك عند القيام، وبعض أعراضٍ مشابهة لذلك، فوراً ستقودك قدماك لأقرب عيادة تزور فيها ذاك المكتسي بمعطفه الأبيض، لأنك على يقين بأنّه سيُخضعك لبعض الفحوصات وربما صورة دمٍ تنبئه عن العلّة التي تشكوها، قد يكون من المسلّم به أن فيتامين D يحتاج زيادة اهتمام وفيتامين B12 يعاني نقص، وربما الحديد والمغنيسيوم يشكوان اضطراباً أيضاً، ستأخذ الوصفة الطّبيّة وتنساق لصرفها وأراك أشدّ حرصاً علىٰ متابعة أقراص الفيتامينات من كوب قهوتك المفضّل. لأنك يقيناً وجدت الطريق الذي سيُهدّئ ألمك ويُعيد توازنك في الحياة، وبعد أن ارتفع منسوب الفيتامينات وعاد كل عضو لمكابدة الحياة بقوّة، وسرتَ في دنياكَ تتمتّع بما وُهبت، هل مازلت تشعر بذلك الخمول وتلك الرّغبة الجامحة للرّكود؟! هنا علّك بحاجة لفحص فيتامين الرّضا!! نعم يا سادة ولو كانت كل فحوصاتك السّريريّة علىٰ أكمل وجه وأتمّ حال ولديك علّة في الرّضا ستواجه الكثير من العقبات، سترىٰ في كلّ عطاءٍ رزيّة، وفي كل فسحة ضيق، فيما ذكره ابن الرّومي: لقد غاب الرّضا فتطاولت.. بغيبته البلوىٰ فهل هو قادم؟! نعم عزيزي القاريء.. حين يتسلّح قلبك بالرّضا تستقيم الحياة فتُحال البلايا عطايا وتورِق الأيّام بعد خريفها، وتُيقن أنّ الفرح لحظة والرّضا طوق نجاةٍ للحياة. قد يتأخّر رزقٌ انتظرته طويلاً وربما طال بك بلاء حسبته شراً لك وفي باطنه الخير الكثير، وثمة أزمة تعرّض لها الكوكب فانقسم سكّانه لفريقين، أحدهم كان هلعاً مذعوراً، والآخر تسلّح بفيتامين الرّضا وأخرج من الأزمة بشائر وتباشير، فلمّا سكن الرّضا في القلوب رأينا في الحجْرِ أُنساً لمحاسبة النّفس وعودتها لبارئها ثم الإنخراط في كل ما حال بيننا وبينه الانشغال بالأعمال والزيارات، فبالرّضا يصبح القتل شهادة والسّجن خلوة والتّغريب سياحة (كما قالها العلّامة ابن تيمية رحمه الله)، هو منبع هدوءٍ وسكينة لقلوبٍ علّقت مجريات حياتها لخالقها اللطيف الرحيم. دعِ الرّضا يبثُ أريجه ليملأ أركان قلبك، وتأكّد بأنّ السعداء لا يملكون كلّ شيء بل.. راضون بكلّ شيء.. واصحب كبسولات الرّضا معك على مرّ الأيام فلن تصفو الحياة بدونها.