تمرّ بنا الأيام في هذه الدنيا الفانية ونحن نمضي مسيّرين على نفس الخطى و لا خيار لنا إلا أن نقف عند مفترق طرق.. فإما مستقبلين أو مودعين، وبين الاستقبال والوداع تمثل أمامنا حقيقة أنه بعد البقاء مهما طال زمنه ثمت فناء، وأنه بعد الفناء هناك حياة خالدة لا ينعم بها إلا عباد الله المؤمنين. كما وُهِبَتْ لنا الحياة يُوهب لنا الموت الذي لم يسلم منه أحد، لا نبي مرسل، ولا ملك مبجّل، ولا فقير مذلل، وبين فلسفة الحياة والموت يتجلّى إيمان المسلم ويقينه . هذا القضاء الذي تقف المعاني أمامه عاجزة عن التفسير أو التساؤل أو التأويل.. ولا يبقى لنا إلا أن.. نمتثل.. نصبر ونحتسب. الابتلاء بموت الأحبة ما هو إلا تمحيصٌ لقوة إيمان العبد المؤمن ويقينه، والصبر على هذا القضاء من عزيمة المؤمن الحق. وداع الأحبة يدمي القلوب، ونحن نؤمن أنه لا راد لقدر الله وقضائه، ولو كان البكاء يردّ من غيّبهم الموت عنّا لسكبنا الدموع أنهارًا، لكن لله حكمة من هذا وذاك. ونحن خلق من مخلوقاته ليس لنا إلا التسليم والرضا.. والحمد.. ثم الحمد.. ثم الحمد. ** مرصد: الدكتور فهد آل عقران رئيس تحرير جريدة المدينة.. جَمُد الحرف في أقلامنا، وآلمنا مصابكم كما آلمكم. أسأل من ذُلت له الرقاب أن يؤجركم في مصابكم ويخلف لكم خيرًا منه، و أن يرحم ابننا مازن ويجعل خدمه الولدان المخلدون ويرفعه في عليين إنه على كل شيء قدير. [email protected]