إن من يمتلك مقومات المسرة لايمكن أن يؤخره أي موقف استفزازي يصيب باقات الورود المنعشة بالذبول وتشويه نضارتها ليزيد المحزون حزنا تستوحشه النفس عندما تسوقفنا نقط سوداء يلطلخ نقاءها عبث المساكين الذي يملأ قلوبهم السأم والضيق من كل كلمة طيبة . وكثيرا ما أتوقف بكل إحساسي مع كل حكمة بليغة ..عندما أتألم من منافرة الطبائع الآدمية وتناهض العداوات في عالمنا المضطرب والمثقل باستغلاق بعضنا لأبواب الصبر والثقة والرضى ..والانطفاء بين مساحات الانانيات التي لا تسمح لنا بالسكون مع النفس وراحة البال والضمير . فلا نجد غير التكاثر بالهم واغتيال الآمال، والسماح لامتحانات تخترع بها قوة من القلق .وتصدعا نكتبه في سطور حياتنا لغزا لايمكن حل التباساته تحت أية تسمية .إلا أن يكون جوهرا لاختلال نوايانا،ورزيئة نهزم بها العقل والحب .وشجوا لانستطيع به الخروج من دوائرالحرج والتنديد بجفاف العواطف الانسانية ..وأسباب إصابتنا بكوارث الكدر برؤية واضحة ندين بها مغالطاتنا أو غفلتنا ..لئلا نكتب سيرة هامشية على جدار الزمن . والاحتجاج على مثل هذه الظواهر والامتثال لتلك المضاعفات لايعتبر انتصارا لنواميس الحياة ومسراتنا بعيدا عن مصائب الضحارة وسفاهتها واختلاط اسمائها واشيائها ..وارهاقنا بطموحات وأطماع نزعزع بها ثقتنا وسط ازدحامات تستغرقنا في خدمة الشقاء .ومتفرعات مادية وتعطيل مقاومتنا لتلكم الأعراض التي تستهدف وجداننا بمستجدات تقتل معنوياتنا ولياقتنا، والتوقي من سوء مظاهرها من قبل أن يكون هتافنا الرقيق دموعا تلومنا على التفريط بانسانيتنا وأخلاقياتنا حين لا يجدي البكاء ! . والنجوى في الحب هي الإمتلاء بالزمن الذي يمكن أن نسميه الفرح .ووقت الفرح لايقاس بالساعات وقد يكون هروبا أو وثوبا بالروح في بلوغ سعادتها لايشعر بهاغير القلب وحده خصوصا القلب الذي يكره الجفاء والعداوة . وعندما نتسلح بالحب فإن آلامنا ومعاناتنا تصبح نبضا منتظما وابتسامة عاطرة ورؤية تدلنا على ميزة الجمال الذي تستحب الاقامة في مجال عطره الأخاذ . وكل مكابدات الشوق لابد أن تكون أملا نجده في كل تجربة حين لانسمح لصفاء النفس أن يتكدر ولا للثبات أن يتغير ثم يكون المثل لمن ينتصر لارادته ويحتمي بوعيه من نصب الحياة وهمومها وعيوبها .ومشاعرنا لا يمكن أن تصاب بالشيخوخة .مهما تقدم بنا السن لأننا لانقدر عن الانطلاق الى مجال الظلال الوارفة . وكم نتمنى أن نستلهم من الحاضر مايفيد في معرفة قوانين العواطف حتى لا نكون عرضة لأساليب طائشة وحماقات واحاطات كبيرة من الضجر ونهمل معالجة الجفاء لانسانيتنا واستجلاء حلاوة أيامنا .والتواضع لايمكن أن يكون تعبيرا عن أخلاق أخرى لايصلح في سلوك انسان هذا العصر . والبر بمن لانعرف زيادة في المروءة وإمعانا في الكرم ينفق من مخزونة الإنسان العاقل . مقاومة الصراع على الماديات هو الذي يبني مجد الرجال وأفعالهم لا أقوالهم فقط .وهذا ما يستوجب الانتباه ..لأن للزمان تربية .