يقال رب ضارة نافعة، على الرغم من أن ذلك الضرر تخطى حدود المعقول وفاق حدود التصور. جائحة كورونا هزت العالم أجمع وغيرت الكثير من المفاهيم والصورة الذهنية للدول المتقدمة، وكشفت عن هشاشة ادارتهم للأزمات وسقطوا في ذلك الامتحان الصعب. سقطت الصين بكل عتادها وقوتها وجبروتها الاقتصادي والتي باتت أحد العناصر في سباق القوة الاقتصادية، سقطت إيطاليا واسبانيا بكل امبراطورياتهم وتبعتهم أمريكا القوة العظمى كما تزعم والتي تصدرت المشهد وذلك بعد أن فتك الفايروس بسكان تلك الدول وارتفعت احصائيات الإصابة والوفيات لأرقام مخيفة. نجحت المملكة العربية السعودية في إدارة تلك الأزمة، أقرت العديد من القرارات والإجراءات الاحترازية وأظهرت للعالم قدرتها العالية في مجابهة تلك الكوارث من خلال التخطيط والتنفيذ والمتابعة. بدأت المملكة في إجراءات كانت صعبة للغاية وسبقت العالم وبدأت بتعطيل الدراسة وأوقفت العمرة، فتخيل لو لم يتخذ ذلك القرار وسمح للمسلمين بأداء العمرة والعودة بعد ذلك لأوطانهم ولمختلف مدن وأنحاء المملكة..! لك ان تتخيل حجم انتشار ذلك الفيروس عبرهم الى مدنهم ودولهم..! لم تكتف المملكة بذلك.. أوقفت الأنشطة الرياضية بكل منافساتها الرسمية، وأغلقت المولات التجارية وأغلقت المساجد، وعملت على التوعية بمخاطر ذلك الفيروس وبث الطمأنينة في ذات الوقت بتوفر كل احتياجات المواطنين والمقيمين. ليس ذلك فحسب بل كان وقع كلمة خادم الحرمين الشريفين على المواطن والمقيم على حد سواء، وقعاً كبيراً هدأ النفوس وبث الطمأنينة مدعومة بالفخر حينما تضمنت كلمته حفظه الله: «إن سلامة الإنسان مواطن أو مقيم هي من أولى اهتماماته» في الوقت الذي دعا فيه قادة الدول مواطنيهم لتهيئة انفسهم لفقد احبابهم.. يالهذا البون الشاسع في الشمول والانسانية؟ ياسادة لم ينته المطاف عند ذلك فرض حظر التجول بكل رقي، وفرت كل السلع والخدمات للناس في أي وقت عبر تطبيقات التوصيل، ووفرت المملكة أرقى الفنادق لتكون مواقع للحجر الصحي للعائدين من الخارج، مجهزة بكل سبل الرفاهية والخدمات، ووجه خادم الحرمين الشريفين القطاع الصحي بعلاج المواطنين والمقيمين مجاناً في كل المنشآت الصحية، وشمل القرار أيضًا حتى المخالفين لأنظمة الاقامة في رسالة كان عنوانها الأبرز الاحسان ورعاية الإنسانية لتضرب أروع الأمثلة في تلك الجائحة، ودعمت الدولة القطاع الخاص أيضاً ليستطيع تعويض خسائر التوقف وتبعات الحظر الجزئي. صحفي سوداني - عضو الاتحاد الدولي للصحفيين