في مثل هذه المواقف التي تعم فيها الأزمات بالعالم بأسره.. أعني بذلك الجائحة؛ جائحة كورونا التي لم تبقِ ولم تذر.. والتي كان من آثارها القريبة والبعيدة أن راح ضحيتها عشرات الآلاف من البشر.. وشغلت العالم بأسره وأجبرت نصف سكان الكرة الأرضية على البقاء فى منازلهم وإيقاف حركات الطيران والمصانع وأصابت العالم بشلل عام واستنزفت الكثير الكثير من رأس المال العالمي.. وسبق الإشارة إلى أنه كان اختبارا عسيرا على الدول الكبرى والصغرى على حد سواء.. فكانت القرارات الصائبة التي استطاعت أن تبعث الطمأنينة وراحة البال عند المواطنين والمقيمين على السواء.. الأمر الذي خفف من حدة الأزمة التي لم تشهد البشرية مثلها من قبل. المكرمات التي شملت السعوديين وغير السعوديين: قرار صرف 60% من رواتب العاملين السعوديين بالقطاع الخاص المتضرر من قرارات منع التجول لتخفيف ما أصاب القطاع الخاص من ضرر شديد بسبب توقف النشاط تماشيا مع تطبيق سياسة المنع.. كذلك إطلاق خدمة إلكترونية تتيح للمواطنين المقيمين في الخارج تسجيل رغباتهم للعودة إلى أرض الوطن ومتابعة شؤونهم وعائلاتهم منذ تفشي الفايروس والتأكد من توفير كل ما من شأنه أن يضمن سلامتهم حتى عودتهم إلى أرض الوطن وتحديد مواعيد السفر بحسب خطة معتمدة وتكون الأولوية في البلدان الأكثر تأثرا من انتشار فايرس كورونا.. وإخضاعهم للعزل الصحي أسبوعين حفاظا عليهم وعلى المجتمع.. كذلك العمل على إعادة بعض الوافدين إلى بلدانهم بشكل استثنائي امتدادا للمواقف الإنسانية التي تبذلها حكومة الملك سلمان استجابة لرغبات بعض الوافدين.. وامتدادا للقرارات الحكيمة أصدر الملك سلمان أمره بتقديم العلاج مجانا لجميع المواطنين والمقيمين ومخالفي نظام الإقامة في جميع المنشآت الصحية العامة والخاصة في كل ما يتعلق بالعلاج من فايرس كورونا.. ولم تقف التجليات والعطاءات الكريمة لتشمل السعوديين والمقيمين على أرض المملكة فقط وإنما وقف العالم تكريما وإعجابا للمملكة ومواقف سلمان ومن خلفه ولي العهد محمد بن سلمان ورجال الحكومة الذين وضعوا نصب أعينهم المصلحة العامة على مستوى العالم فكانت القمة الاستثنائية الافتراضية لقادة قمة العشرين التي وضعت في أولوياتها القصوى مكافحة كورونا وتبعاتها.. الصحية والاجتماعية والاقتصادية المتداخلة في ما بينه.. فكان التزام مجموعة العشرين ببذل كل ما يمكن للتغلب على هذه الجائحة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، بناءً على الصلاحيات المخولة لها وضخّ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية للجائحة والالتزام باتخاذ كافة الإجراءات الصحية اللازمة وضمان التمويل الملائم لاحتواء الجائحة وحماية الأفراد، وخصوصًا من هم أكثر عرضة للخطر. ومشاركة المعلومات بصورة آنية وشفافة.. وتبادل البيانات المتعلّقة بعلم الأوبئة والبيانات السريرية، ومشاركة المواد اللازمة لإجراء البحوث والتطوير، وتعزيز الأنظمة الصحية العالمية. وهكذا تبرز المملكة كعادتها في المواقف الإنسانية الكبيرة.. ولعل سياستها البترولية، التي أظهرت للعالم احترام المملكة للاقتصاد العالمي، الذي هو عصب الحياة عند كل دول العالم.. ولعل خروج بوتين على الإجماع وتبادل الاتهامات وتحميله للمملكة أصابت أوبك ومصلحة دول العالم من منتجي البترول بالضرر.. وإصرار المملكة ووقوفها عند ما اتخذته من قرارات.. وأخيرا استجابت روسيا وتراجعت وأعلنت عن استعدادها لحضور مؤتمر أوبك الذي سيعقد في المملكة يوم الجمعة القادم.. وهذا يرفع من أسهم الملك وولي عهده وحكومتهما الرشيدة. وحسبي الله ونعم الوكيل. * كاتب سعودي [email protected]