من المؤسف حقاً أن نرى تراجع تأثير النخب العلمية من علماء وأطباء وأكاديميين على المجتمع؛ ممّا قلّل من أثرهم الإيجابي في تشكيل الحياة الاجتماعية والثقافية، وكان سبباً في الإضرار بمستقبل الحياة الاجتماعية من حيث الإسهام في تنوير الرأي العام وتثقيف المجتمع الإنساني على المستوى المحلي والعالمي. وتزامناً مع أزمة فيروس كورونا المستجِد، ساد بعض الأوساط الاجتماعية والثقافية شيء من التشاؤم حول وضع المفكرين والعلماء وتضاؤل صيتهم، في الوقت الذي اعتلى فيه مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وأقصد هنا "المفلسين منهم" أعلى المنصات الاجتماعية، بالرغم من عشوائية الطرح وفراغ المحتوى الذي سيؤثر حتماً على متابعيهم لاسيما جيل الناشئة والأثر السلبي الذي سيحدثونه في المكون المعرفي والثقافي لديهم، فضلاً عن الإضرار ببنية الرأي العام بشقيه الاجتماعي وجودة مخرجات الأجيال القادمة خصوصاً وأن أكثر من ثلث سكان المملكة من فئة الشباب. أرفض نخبوية المنطق ولكن يظل للعلم قيمته، فحينما يعتلي المنصات من لا يستحقها لن تتقدم المجتمعات.