تختلف ثقافات الاجيال الحالية وممارساتهم وتعاطيهم مع المتغير كضرب من ضروب العصرية والموضة واصبحت قاعدة الحياة تتطلب التغيير منهج حياة لدى الاغلبية .. فعمد الكثير من الشباب الى تغيير حياته جملة وتفصيلا في طريقة الحديث واللبس والموسيقى وحتى في الأكل وانتشرت مصطلحات ولدت في الشارع وتداولتها الألسن حتى اصبحت مصطلحا شعبيا دارجا ومتعارفا عليه مثل (مع نفسك) (وشخباري) (سلامات) (يمقن) (شتحس فيه) ولو رجعنا لمصدر تلك المصطلحات لوجدنا مروجيها او مبتكريها اما ممثلين او فنانين شعبيين او مختبئين في غرف «نتية» ودردشات صوتية ك»البالتوك» «والبالرنجو» وغيرها من الوسائل التي انتشرت كالوباء في الهواتف النقالة واجهزة التصفح الحديثة من يؤثر في الآخر المجتمع او المتغير او التكنولوجيا او الشباب انفسهم لو ضربنا مثالا مع احترامي لكل الاسماء فايز المالكي، لورانس العرب، طارق العلي، شعبان عبدالرحيم، هياء الشعيبي، ناصر القصبي، اسماء يعرفها الصغير والكبير مع اختلاف المنهج والأسلوب استطاعوا ببساطة وعفوية ان يصلوا الى شرائح عمرية متفاوتة وضعوا لهم خط سير لتوصيل رسائل اجتماعية بطريقة ساخرة جعلت لكل منهم شعبية وتأثيرا خاصا ما السبب في رأيكم ؟ هل لان متطلبات الحياة وتكالبها مثقلة بالهم فاصبح الشعبي والبسيط متنفسا للخروج من المستطيل الضيق والزوايا الخانقة الى دائرة لا تحمل الا خطا في المنتصف او لان المتغير بات مفروضا فلا مناص منه؟ لو تحدثنا عن النخب الثقافية واصحاب الرأي من المثقفين والأدباء واساتذةالجامعات .. من يعرفهم خارج نطاقاتهم المحدودة وما التأثير الذي رسموه للاجيال اين كلماتهم المؤثرة ولماذا يعيش المثقفون بعيدا عن ابناء المجتمع لو تحدثنا عن النخب الثقافية واصحاب الرأي من المثقفين والأدباء واساتذة الجامعات من يعرفهم خارج نطاقاتهم المحدودة وما التأثير الذي رسموه للاجيال اين كلماتهم المؤثرة لماذا يعيش المثقفون بعيدا عن ابناء المجتمع؟ هل لأنهم يتحدثون بلغة معقدة لا يستسيغها الجيل الحالي ولا يفهمها او لأنهم اكبر من طموح الشباب واهتماماتهم ام لان الاجيال الحالية اصبحت سطحية وتافهة .. من يظلم الآخر ؟ كم اشفق على هذا الجيل واخشى ما اخشاه من تزايد العلة حتى نألف الوجع . جهود كبيرة ومكتبات مكتظة وملتقيات نخبوية بعيدة عن الواقع وبعيدة عن الشباب تحزنني اهتمامات اجيالنا الحالية ويزعجني انشغال المثقفين بأنفسهم فليتنا نعيد رسم الخطة وليتنا نقترب من الارض قليلا فلم يعد التحليق مجديا ولا الابراج العاجية قابلة للسكنى .