عند الشدائد تُعرف الرجال أو تظهر المعادن، أمثلة تعارف عليها الآباء والأجداد ويُقصد بها أولئك الأبطال الذين تظهر وقفاتهم وتضحياتهم عند الشدائد، ووطننا مازال بخير منذ القدم فهو ينجب الأوفياء والأنقياء. نعيش هذه الأيام أزمة تفشي وباء فيروس كورونا الذي ظهر في أكثر من 100 دولة، ويلامس عدد المصابين بها قرابة 200 ألف شخص الأمر الذي جعل حكومات هذه الدول تستنفر لاحتواء الفيروس والسيطرة عليه، ولم تسلم المملكة العربية السعودية من هذا الفيروس لتستنفر الجهات الحكومية المعنية لإدارة هذه الأزمة من أجل القضاء عليه، وتنفيذ العديد من الإجراءات الاحترازية والوقائية بتوجيهات وإشراف خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. الوطن في هذه الفترة بحاجة للجميع، ومن المؤسف رغم الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لمحاربة هذا الفيروس إلا أنه غاب الكثير من رجال المال والأعمال، والذي يُعد البعض منهم من أثرياء العالم عن تقديم مبادرات تساهم في احتواء الأزمة، مكتفين بارتداء البشوت وتصدر المجالس أمام فلاشات الكاميرات، مدعين أنهم يفتخرون بالوطن وأن له الفضل فيما حققوه من انجازات ومكتسبات وأموال طائلة دون أن يقدموا مبادرة واحدة تُذكر هذه الأيام، فهناك جنود عظماء ومنهم أبطال الصحة ورجال الأمن والمعلمون الذين يؤدون مهام التدريس عن بُعد، و يستحقون تنفيذ مبادرات تستهدفهم نظير الجهود التي يبذلونها. فيما قام البعض من رجال الأعمال وهم للأسف بالإمكان عددهم على الأصابع بتقديم مبادرات متنوعة من أبرزها مبادرة أحدهم تقديم خمسة آلاف وجبة لأبطال الصحة ورجال الأمن المرابطين في المستشفيات ومواقع الحجر الصحي بمكة وجدة وقام آخرون بجعل عدد من عقاراتهم تحت تصرف وزارة الصحة دون مقابل للاستفادة منها في الحجر الصحي. للأسف شبه غياب من مستثمري المستشفيات الخاصة ومراكز الإيواء وغيرهم من مشاركة الوطن وتقديم المبادرات التي من شأنها تساهم في احتواء أزمة تفشي كورونا، وأيضًا استهداف من يبذلون جهودًا كبيرة هذه الأيام من معلمين وأطباء ورجال أمن، بل البعض يدعي تقديم المبادرة وفي الحقيقة الهدف منها تحقيق المصلحة الشخصية، حيث إنها تكون بمقابل مالي مخفض وغير مجدٍ. النصيحة لرجال المال والأعمال.. شمّروا عن سواعدكم، ساهموا بخدمة وطنكم، بادروا بتقديم ما يليق بأبنائه قفوا مع من يبذل جهودًا كبيرة فيما يتعلق بأزمة كورونا، فالتاريخ لن يرحم المتخاذلين.