تستمر فعاليات مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور بنسخته الثانية في ملهم شمال الرياض، بمشاركة واسعة من الصقَّارين السعوديين المحترفين، وتحديدًا بمسابقة الملواح (الدعو) 400 متر، متَّبعين فيها طرقًا وأساليبَ قديمة وحديثة، منها ما ورثوه من الأجداد، ومنها ما اضطرتهم الضرورة لابتكارها؛ نظرًا لحاجات التطوُّر فيما يخص الصقور، إضافة إلى أهمية الابتكار بهذه الهواية المستمرة، التي مكَّن لها نادي الصقور السعودي، عبر إقامة فعاليات دوريَّة منذ تأسيسه في 2017 بأمر ملكي. ويتبع الصقَّارون بمسابقات الملواح 400 متر، أساليب التحضير، والتي تمر بمراحل عدة، يوضِّحها الصقَّار زياد العماني، والقادم من المنطقة الشرقية للمشاركة للمرة الأولى بمهرجان الصقور، إذ يقوم الصقَّار بعد الاستيقاظ من النوم فجرًا بتهيئة الصقر للسباق، من خلال تقديم فريسة له، وبعد الإجهاز عليها يتم تغطية رأسه بالبرقع لاستفزازه، ووضعه بحالة الجهوزيَّة العالية، ومع انطلاق صافرة بداية السباق، وإزالة البرقع ينطلق الطير نحو الملواح الممسك بالفريسة بكل ما أوتي من قوة وعزم وإرادة. ويؤكِّد العماني أنَّ هذا التكتيك المعروف بالتحضير لم يكن متَّبعًا في زمن الآباء والأجداد، وأنه أسلوب مبتكر حديثًا، لتلبية متطلبات سباق الملواح 400 متر، ولتحفيز الطير، وإخراج كل ما فيه من قوَّة وسرعة في السباقات، مشيرًا إلى أنَّ هذا التكتيك، يُجدي نفعًا، وله كبير الأثر بنتائج الأداء التي يقدِّمها الطير، إضافة إلى الفعالية وجودة الأداء. يُذكر أن النسخة الثانية من مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، تقدِّم للمشاركين فرصة الفوز بجوائز مالية تتجاوز قيمتها ال21 مليون ريال، فيما تستمر فعالياته حتى ال16 من ديسمبر الجاري.