* حَبِيْبَتِي (المدينةالمنورة) هي مدينة الإنسانية، وعاصمة الإسلام الأولى والأَبَدية، وفيها أطهر الأجواء وأكثرها صِحَّةً في العالم، فيكفيها أنها تعَطّرت بأنفاس سَيِّد البشرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته رضوان الله عليهم جميعاً. * أيضاً (طيبة الطيبة) تسكن قلوب المسلمين، الذين يرون فيها (المدينة الفاضلة)، والتي زيارتها ومصافحة ثَرَاها الطاهر حُلم العُمر بالنسبة لهم، فكل زاوية فيها تحمل ذاكرة خالدة لتاريخهم الإسلامي، وقبل ذلك وبعده فهي تحتضن الجَسد الطاهر، والمسجد الشريف لرسولهم محمد عليه الصلاة والسلام. * وهنا مَن تسمح له الظروف ويفوز بزيارتها، بالتأكيد تسبقه إليها نبضات قلبه، وهو يَحثُّ الخطى بانتظار إطلالتها الرائعة التي تُحيط بها السكينة، وتُحَلِّق في سمائها الطمأنينة، ولكن ما أنا متأكد منه أنَّ مَن يكون وصوله إليها عن «طريق الهجرة القادم من مكةالمكرمة» ستصدمه مشاهد «محلات بيع الجِراك والمُعسّل والتّبْغ العديدة والمتناثرة» التي ستستقبله على يَمِيْنِه عند وُلُوجِه إليها، والتي تقع في مقابل «مسجد الِميْقَات أو آبَار عَلِيّ»!. * تلك المِحلات تعود للحضور في مداخل «المدينةالمنورة» مع أن «أمانتها» قد نجحت قبل سنوات عندما كان يقودها «معالي المهندس عبدالعزيز الحصين» في إبعادها عن المشهد، نعم لقد عادت مرّة أخرى دون أن نعرف أسباب ومبررات عودتها. * هذا الموضوع سبق وطرحتُه في هذه الزاوية، ولكن أراني مضطراً لتكراره لسببين أولهما: أن تلك المحلات مازالت جَاثِمَة على صَدر المَدخل الرئيس ل(المدينة) من جهة العاصمة المقدسة، بل هي تتكاثَر يوماً بعد آخَر في تَحَدٍ واضح وجلي؛ وكأنَّ أصحابَها ومَن يمنحونهم التراخيص يُردِّدون: (نَحْنُ هنا فأين أنتم؟، ونُحْنُ بَاقُون، واشربوا مِن البحر)!. * أما السبب الثاني لكتابتي مرة أخرى حول تلك القضية أن مَن تَولى أمر (الأمانة) قبل أيام (سعادة المهندس فهد البليهشي)، وهو الابن البار ل(المدينةالمنورة)، والمهتم جداً بتطويرها، وقبل ذلك بأَنْسَنَتِهَا وإنسانيتها، والذي يسعى لرسم اللوحات الجمالية في طُرقاتها وميادينها، وتطهير شَرايينها من ذلك التّشوه البصري، وهو الذي ظهرت بصماته الرائعة سريعاً على أداء (الأمانة) في شتى المجالات؛ فهل يفعلها (البَلِيْهشي) مشكوراً، فينقل تلك المحلات إلى مكان بعيد، وفي زاوية لا يراها (زائرو المدينة النبوية ومحبوها)، وهم أكثر من مليار ونصف من المسلمين حول العَالَم؟.. هذا ما نتمناه.