مصطلح «الذكاء الاصطناعي» أو «Artificial Intelligence» والذي أطلق مؤخراً في جميع المرافق العلمية والعملية، هو فرع من علوم برمجة وهندسة الحاسب الآلي، وأصبح جزءاً أساسياً من صناعة التكنولوجيا، وهو ما أدركه جيداً أمير الرؤية ولي العهد (حفظه الله) حينما خاطب قادة القمة الرابعة عشرة لمجموعة العشرين في اليابان، قائلاً: «إن العالم يعيش في زمن الابتكارات العلميةِ والتقنيةِ غير المسبوقة، وآفاقِ النمو غير المحدودة، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يجلبَ للعالم فوائد ضخمة، في حال تم استخدامه على النحو الأمثل». وعلى هذا الأساس تمخض لدى حكومتنا الرشيدة قرار تأسيس هيئة مستقلة بمسمى «هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي»، يرأس مجلس إدارتها نائب رئيس مجلس الوزراء، لبناء مستقبل في المملكة يعتمد على الذكاء الاصطناعي والابتكار، ويعزز من مسيرتها ويرسم مستقبلها نحو الريادة في مجال التقنية والابتكار، وتطوير كفاءة الأداء والانتاجية للقطاعات الحكومية والخاصة، إضافة إلى تقديم خدمات للمواطنين أكثر ابتكاراً. نعم هناك حراك تقني فعال تشهده المملكة، فأصبح الحديث عن الذكاء الاصطناعي أمراً حياً وواقعاً ملموساً يدعو للإعجاب والفخر، وبات الحديث مألوفاً عن إقامة معارض وورش الابتكار والاختراع. وتقود هذا الحراك مؤسسات إبداعية تقوم بتدريب الشباب والفتيات الذين يلتحقون بمسارات البرمجة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي وغيرها من البرامج بالاتفاق مع مؤسسات دولية لها تجربة ثرية في هذا النوع من التعليم، حيث توظف قدراتها ليصل هذا الصنف من التعليم النوعي لكافة مناطق المملكة، لتجعل هذه الطاقات والعقول المضيئة مملكتنا الفريدة في مصاف دول العالم المتقدم. ولكن ولكي تنفرد الهيئة وتتميز فمن المستحسن إطلاق مصطلح أشمل من الذكاء وهو الدهاء الاصطناعي (Artificial Savvy) ليكون مسماها «الهيئة السعودية للبيانات والدهاء الاصطناعي»، لتتمركز أنماط عمل الهيئة على دراسة وتصميم وتفسير طلبات المستخدمين في تحقيق مهام وأهداف معقدة، وتجعل من مخرجاتها القدرة على محاكاة القدرات الذهنية البشرية، مثل محاكاة العقل البشري للقيام بتطبيقات ومنافع مهمة في جميع المجالات التعليمية والطبية والزراعية والصناعية والاقتصادية، كذلك التعامل مع جميع البيانات الوطنية الرقمية، سواء إلكترونية أو ورقية، وتنميتها وتمكينها وضبط تشريعاتها، لتكون وحدها الجهة المسؤولة عن أجندة البيانات الوطنية، وهو ما يلغي تداخل الاختصاصات بين جهات متعددة.