يركز الملتقى الثاني لريادة الأعمال الذي يطلقه معهد الملك سلمان لريادة الأعمال بجامعة الملك سعود، بتاريخ 19–21 آذار (مارس) الجاري في الرياض على عدد من المحاور التي تمثل الحاجة الحالية والمستقبلية للاقتصاد السعودي والعالمي، ومن بين هذه المحاور الذكاء الاصطناعي الذي نجح في نيل حصة كبيرة من الاهتمام خلال الفترة الماضية والذي يمتد لأكثر من قيام الأجهزة بالمهمات الإنسانية أو بإطلاق أكثر من روبروت بمستوى ذكاء وتفاعل متفوق، وهو ما يمثل تعريفا محدودا عن الذكاء الاصطناعي وخوفا من غياب الدور البشري مستقبلا عن سوق العمل. وتؤكد الباحثة في مجال الذكاء الاصطناعي واحد المتحدثين في الملتقى الدكتورة لطيفة بنت العبدالكريم أن الذكاء الاصطناعي يشكل أحد ركائز الاقتصادي في المستقبل كونه يعمل على محاكاة العقل البشري، إذ يتكون من خوارزميات برمجية تعتمد على تقنيات مشابهة لحواس الإنسان مثل السمع، والبصر والتحدث تستقبل من خلالها البيانات لتحليلها، وتستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة أن تدرك وتتنبأ وتبحث وتتعلم. ولذا فإنه من الطبيعي أن تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بتقديم الحلول والنصائح، كما ستسهم بشكل رئيس في إحداث نقلات جذرية بطريقة أداء مختلف المهن الطبية، والتعليمية، والقانونية وغيرها لكونها تساعد في عملية البحث وتقديم الحل المناسب، فالابتكار والذكاء الاصطناعي مفاهيم مترابطة في زمننا الحالي، فالذكاء الاصطناعي هو الاداة الحديثة للابتكار ولذا لا يمكن أن تقدم حلول مبتكرة بالاتمتة فقط بل من خلال الأتمتة الذكية لأنظمة ذاتية التحكم، منها ما يعمل على صناعة هذه الانظمة الذكية الجديدة واستخدام تطبيقاتها في تطوير بيئة العمل. وأضافت: «لا شك في أن توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي بمرحلة مبكرة سيسهم في تحقيق أهداف المملكة وفي رفع جودة الأداء والتقليل من نسبة الأخطاء، والأهم من ذلك خلق سياسة عمل مبتكرة تضمن الاستمرارية في الجودة والتطور. كما أن التركيز على الاستثمار في البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي سيخلق موارد تنقل المملكة إلى مصاف الدول الرائدة في الصناعات المستقلة، وسيكون لهذه التطبيقات دور بارز في الحد من الهدر المالي لموارد الدولة الناتج عن الفساد الذي يقوم به بعض البشر والعمل على تطوير أنظمة الدولة لتواكب التحديات الجديدة». وفيما يتخوف الكثيرون من فقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي وقيام الآلات بأداء المهمات نفسها التي يقومون بها، إلا أن الذكاء الاصطناعي قد يمثل فرصة كبيرة لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة، إذ يفتح الباب أمامهم من خلال العديد من الفرص والتقنيات الحديثة التي تمكنهم من إيجاد حلول لم تتوصل إليها الشركات الكبيرة التي تسيطر على الأسواق في الوقت الحالي. فيما تؤكد العبدالكريم أن الذكاء الاصطناعي لن يقلل من قدرات الإنسان بل سيساعده في اكتشاف ابعاد جديدة في نفسه، فتعريف الذكاء البشري سابقا يختلف عن تعريفه الحالي، إذ إن الإنسان الذكي اليوم هو من يمتلك موهبة ومهارة الإبداع والابتكار ومن لديه استعداد للمستقبل المتطور، والسعودية تملك عقولاً شابة من الجنسين تشكل ما يزيد على نصف السكان، مضيفة أن هذه الطاقة الشبابية تمتلك الشغف لاستخدام التكنولوجيا وتطويرها بشكل مستمر وهذا الامر ينعكس إيجابا على توجهات المملكة في الاستثمار بالذكاء الاصطناعي لتكون من الدول الرائدة في الابتكار والتحول على مستوى العالم، وبالتالي تعمل على نقل أي صناعة ممكن أن تستقبل أنظمة الذكاء الاصطناعي لمستويات أعلى كالصناعات النفطية، والصناعات غير النفطية، إضافة إلى تطوير الأنظمة الصحية، التعليمية والتجارية. واختتمت بأن التحدي الاكبر اليوم هو الاستعداد لهذه المرحلة بوضع المعايير والاطر القانونية والاخلاقية للابحاث العلمية والابتكارات الحديثة وبتاهيل هذه الكوادر بالتعليم، التدريب وتعزيز المهارات اللازمة لتكون مؤهلة لريادة المستقبل ومن أهمها: التفكير الابداعي، والقدرة على ابتكار حلول لمشكلات العصر، والقدرة على التحليل النقدي وتقويم القرارات والاستنتاجات الناتجة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الذكاء العاطفي لتطوير الإدارة التنموية والبشرية.