يؤلمني جداً أنني لم أقرأ كتاب (حياة في الإدارة) للدكتور غازي القصيبي إلا بعد رحيله.. وأني طوال حياتي مثل الكثيرين من الشباب والفتيات لم نعرف هذه الشخصية المذهلة إلا فقط من خلال وسائل الإعلام! ويصادف ذلك أنني في يومٍ كنتُ في المكتبة لشراء كتاب.. فتعجبت من كتاب يحمل عنوان: (حياة في الإدارة) للدكتور غازي القصيبي، فقررت أن أشتريه لأبدأ بالفعل بقراءة محتواه ومعرفة مضمونه وخصوصاً أنها كانت الطبعة (السابعة عشرة). وحين بدأت بالقراءة أتممتُ قراءته بوقت قياسي.. وذلك لا يحدث في غالبية الكُتب.. ولكن في هذا الكتاب حين تبدأ بالقراءة وتتفاجأ بكمية القصص والأحداث التي تُحكى لأول مرة.. والدروس والمواعظ في كل صفحةٍ من صفحاته..، قصةٌ تلو قصة وكأنك تجلس مع الدكتور غازي القصيبي في أحد المقاهي الخاصة في مدينة الرياض وترتشف معه فنجان قهوة وأنت تستمع لحديثه!. استخرج -رحمه الله- خلاصة تجاربه وخبراته وحياته، وجعلنا نعيش معه الماضي ونربطَ الماضي بالحاضر والمستقبل. تحدث معنا عن كثير من العلوم الإدارية وغيرها من التخصصات وكيفية تطبيقها على أرض الواقع، وكأنه يريد أن يختصر كل العلوم والنظريات العلمية والحياتية، ليريحنا من عناء أمور وإشكاليات عدة قد تواجهنا ونعجز عن فهمها وكيفية إدارتها. واليوم، حقيقةً نستشهد بكلماته ونصائحه في كثير من المواقف، كما وأنه نبهنا نحن الشباب إلى تجنب شتات الأمور وحذرنا من الخمول والكسل، كان أباً ومعلماً ومرشداً، رجل لن يكرره الزمن، رحل عنا وبقيت كلماته حاضرة فينا، رجل قد عاش الخلود في حياته قبيل وفاته وبعد. للجيل الجديد الذي لا يعرف غازي القصيبي يجب أن تتعرفوا عليه وتجالسوه وتستنيروا من علمه وتجاربه.. اذهبوا إليه.. ستجدونه هناك.. في كتابه (حياة في الإدارة).