حكايات وأحاديث وقصائد كثيرة لغازي القصيبي - رحمه الله - مع صحيفة الجزيرة، ومع «المجلة الثقافية»، بصفة خاصة، إذ كان يخص «الجزيرة» بما يكتبه، ومجلتها بما يبدعه من قصائد حتى آخر أيام حياته، فلقد كان القصيبي عنوان غلاف العدد (الأول)، من «المجلة الثقافية»، إذ كان (ضيفها) الأول، الذي حاوره الزميل الدكتور إبراهيم بن عبد الرحمن التركي، مدير تحرير الشؤون الثقافية بصحيفة الجزيرة. وفي هذا العام تم الإعلان عن الاحتفاء العربي بشعرية القصيبي، وذلك على مدى عام، بمسمى (عام غازي القصيبي)، حيث تزامن إطلاق هذه المبادرة في المملكة، من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب 2019، وذلك بمشاركة العديد من الدول العربية، التي جاء في مقدمتها مملكة البحرين الشقيقة، التي فضلت هي الأخرى الاحتفاء بشعرية غازي على طريقتها الخاصة من خلال إطلاق «منامة القصيبي» في العاصمة البحرينية. ومن خلال معرض الرياض الدولي للكتاب، لهذا العام، كان للقصيبي إطلالة مختلفة من الحضور، إلى جانب حضوره الشعري، وذلك من خلال كتابه «حياة في الإدارة»، من إصدارات المؤسسة العربية للدراسات والنشر، متضمنًا 358 صفحة، الذي جاء على قائمة الأكثر مبيعًا، بين أكثر من 500000 مليون عنوان، في معرض الرياض الدولي للكتاب 2019، فالكتاب أشبه ما يكون بالسيرة (الإدارية)، أو كما يسميه البعض ب«ترجمة الحياة»، التي روى فيها القصيبي تجربته عبر العديد من المناصب الإدارية والوزارية والدبلوماسية، التي حكاها بأسلوب سردي، دوَّن خلاله الصعوبات والعقبات والتحديات التي واجهته في إدارة ما أُسند إليه من مهام إدارية، التي لم تخلُ من قص الطرائف، وحكايات الظرائف، التي وجه القصيبي من خلالها نصائح وإرشادات لرجال الإدارة عامة، وإلى الشباب خاصة، بأسلوب مباشر، وآخر غير مباشر، أراد من خلالها أن يقدِّم الهدف من كتابه، وذلك بأن يصل القارئ بنفسه عبر تجربة القصيبي «الواقعية»، إلى استنتاج ما تتطلبه حياة الإدارة من مهارات شخصية، وقدرات علمية ومعرفية، إلى جانب ما يعرضه أمام القارئ من مواقف تلتفت النظر إلى ما يجب أن يمتلكه الإداري من صفات شخصية. إلى جانب هذه العوامل ساهم عامل آخر، في أن يعود كتاب «حياة في الإدارة»، الذي أصدره القصيبي 2003، ليعود إلى الواجهة متصدرًا «قائمة الكتب الأكثر مبيعًا»، في «كتاب» الرياض، بعد (16) عامًا من تأليفه، وذلك تبعًا للقرار الذي أصدرته وزارة التعليم، بإدراج الكتاب ضمن مقرر (المهارات الإدارية)، لطلاب المرحلة الثانوية، بدءًا من العام المقبل، وذلك بهدف إطلاع الطلاب على أحد أهم الكتب التي تناولت علم الإدارة، من خلال أحد أبرز رموزها في مشهدنا السعودي، ولما يجسده الكتاب في محتواه من تجربة واقعية، تعكس نجاحات القصيبي من حياة إدارية إلى أخرى، ولما تمثله تجربته الإدارية من (نموذج وطني)، يجسد عمق انتماء القصيبي لوطنه، وإخلاصه للقيادة، وما تترجمه حياته في الإدارة من التفاني في خدمة المواطن، من خلال مسيرة حافلة بالعطاء والنجاح عبر حياته في الإدارة.