حادثة جهيمان واقتحامه الحرم المكي الآمن وقتله المعتمرين هي حادثة إرهابية غاشمة، وثقها أو أعاد توثيقها مسلسل العاصوف، أن الإرهاب ليس بالحدث الحديث بل هو الوجه القبيح في كل حقبة زمنية، والذي يرعب الآمنين ويزهق أرواحهم، ويستتر تحت غطاء الدين والدين منه براء، وهذه الحادثة ذاتها تؤكد لنا وللعالم أجمع أيضًا أن المملكة العربية السعودية بفضل الله تعالى هي من أنجح وأفضل الدول في مواجهة الإرهاب، ولها باع طويل وتاريخي في مواجهة الإرهاب والتطرف المقيت بكل قوة وحكمة وذكاء. وكم من جهيمان ظهر في العقود الأخيرة؟ وبفضل الله تعالى ومنته هلك أمام قوة وإيمان وصمود جنودنا البواسل في القطاعات العسكرية كافة، ولا يخفى على العاقل أن يد الإرهاب لا تهاجم إلا منابع الخير كالمساجد ونقاط الأمن المنتشرة لحمايتنا، ويدعي المتطرفون الإرهابيون أنهم يخدمون الدين، وأنهم بذلك سيذهبون للجنان، فعن أي جنان يتحدثون؟ فقد قتل المعتمرون والركع السجود الآمنون، فهل هذا من الدين بشيء؟ وجهيمان وكل متطرف إرهابي والإخوان المسلمون تربطهم علاقة فكرية دموية واحدة ومنهج إرهابي متطرف واحد، والدليل ما فعله (جهيمان) وكل متطرف إرهابي، وما فعلوه وما زالوا يفعلونه في أنحاء العالم من إرهاب وقتل، وهذه الجماعة هي أم الإرهاب، وهي التي تزرع الشر والقمع والقتل والمصائب أينما حلت، وهي أكبر عدو للدين الإسلامي العظيم وللإنسانية جمعاء، قادتها للزهد يدعون وهم للثراء الفاحش عنوان، وللجهاد ينادون وهم على موائد الضحك والسهر يتقابلون ويسهرون ويحرضون لقتل كل نفس بريئة، هم أعداء الدين والإرهاب صنيعتهم ومهنتهم، والتطرف منهاجهم وعنوانهم، والدنيا يطلبون لا الدين، فالدين منهم براء؟.. وهؤلاء لن يكنوا في صدروهم لنا إلا كل شر وحقد وقتل، فهم يرون أنهم هم الإسلام وهم الدين ومن ليس معهم فهو ليس بمسلم، وكل من كان ضدهم وجب قتله، هذا اعتقادهم ومنهجهم وفكرهم ولن يتركوا إرهابهم فهم يرون أنهم للجنان سيذهبون، فعن أي جنان يتحدثون؟