جميع الأديان السماوية من الإرهاب والتطرف براء، سواء الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية، ومن يخلق التطرف فيها هو بعض أتباعها المتطرفين الذين يرون أن لا دين إلا دينهم، وهؤلاء في كل أتباع ديانة موجودين وهم السبب الرئيس خلف الإرهاب والقتل الذي حدث وما زال يحدث في العالم أجمع. والمسألة أن الأديان براء من كل ما يضر البشرية ومعتنقيها، والمتطرفين فيها ينزعون جوهرها من قلوبهم وعقولهم، ويسيرون خلف تطرفهم الذي يجعلهم عميان عن الحقيقة التي تقول إن الدين من التطرف براء، ولا يشجع عليه ولا يحرض على دفع الكراهية، وإرهاب الأنفس ونهب الأموال والأعراض، الدين مهما كان هو عنوان السلام وليس عنوانًا للإرهاب والتطرف، وقد تكشفت في وقتنا هذا أغلب الجماعات المتطرفة التي تستتر خلف الدين لتحقق غاياتها السياسية، والعالم أجمع بمختلف أديانه اجتمع في حادثة نيوزيلندا المؤسفة ليؤكد أن النفس البشرية قبل الدين تكره التطرف والقتل والإرهاب. الإرهاب لا دين له.. ليست مجرد جملة بل هي واقع وهي أساس صحيح من اللغط الذي أحدثه المتطرفون أتباع الأديان الذين بأفعالهم يشكلون صورة سيئة عن دينهم، ولا تنال تلك الصورة من دينهم إلا كما تنال الإبرة حظها من ماء البحر، وهم يغرقون في طغيانهم وتطرفهم ولو أن واحدًا منهم تفكر بدينه، ولو قليلًا لوجد أن دينه من التطرف ومن أفعاله براء، فلا يوجد دين سماوي أمر بالقتل وإرهاب وترويع الأنفس، وعلى رأس الأديان الدين الإسلامي العظيم الذي نهى حتى في الحرب عن هدم الصوامع وقتل النساء والأطفال والشيوخ. مقالتي هذه هي رسالة لكل متطرف.. اعمر قلبك وعقلك وتأمل دينك حق التأمل قبل أن تغرق في ظلمات التطرف فتجني ما لا يحمد، وأنت في الحقيقة تحارب دينك لا تحارب غيرك أو عدوك كما تظن، وفي الختام الدين عنوان السلام.