لا يختلف اثنان بأن المليشيات الحوثية والجماعات الانقلابية في اليمن هي إحدى الأدوات التي تستخدمها إيران في إثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة مثلها مثل حزب اللات في لبنان وغيرها من المليشيات الأخرى المنتشرة في منطقة الخليج، وقد أكدت العديد من الأدلة والشواهد والبراهين التي ظهرت خلال الفترة الماضية بأن معظم تحركات هؤلاء إنما هي تنفيذ لأوامر وتوجيهات الولي الفقيه والحرس الثوري الإيراني الذي يطمح لأن يوسع رقعة انتشاره ليواصل نشر خرابه وإرهابه في الجزيرة والسعي إلى جر المنطقة إلى الحرب. الهجوم الإرهابي الأخير الذي وقع على محطتي الضخ في الدوادمي وعفيف التابعتين لشركة أرامكو، وقبله الهجوم الذي وقع على أربع ناقلات نفط منها ناقلات إماراتية وسعودية في المياه الإماراتية الإقليمية، وغيرها من الأعمال الإجرامية والاستفزازات التي يقوم بها الحرس الثوري لن تمر بدون رد ولن يُلتزم الصمت بشأنها ولذلك قوبلت تلك الاستفزازات بتحرك للحشود الأمريكية في الخليج سعياً لحماية مصالحها من جراء التهديدات الإيرانية. في نفس الوقت وافقت السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي على طلب الولاياتالمتحدةالأمريكية لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج العربي وعلى أراضي دول خليجية، وجاءت تلك الموافقة بناء على اتفاقيات ثنائية بين الولاياتالمتحدة ودول خليجية، إذ تهدف تلك الاتفاقيات إلى ردع إيران عن أي اعتداءات محتملة قد تصدر منها، وذلك بفعل سلوكياتها المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، وجاءت تلك الموافقة على إعادة الانتشار بسبب حالة التوتر التي تسود المنطقة والخليج، إذ تدفع إيران المنطقة للحرب بالرغم من أن دول المنطقة ليست راغبة في الدخول في مثل هذه الحرب لكنها في الوقت نفسه ملتزمة بحماية أمن واستقرار مواطنيها ولن تقبل أن تتمادى إيران في غيها وستستخدم كافة الوسائل الممكنة لردعها بما في ذلك علاقاتها الوطيدة بحليفها الإستراتيجي الأمريكي والذي يرتبط مع دول الخليج بتحالف وتعاون عسكري منذ أكثر من خمسين عاماً كما يهمه أيضاً حماية مصالحه في تلك الدول. إيران هي عدو الأمس واليوم، فمنذ عشرات السنين فشلت جميع المحاولات السابقة لاحتواء هذا الكيان ومهادنته والوصول معه لأي اتفاق، فالنظام الإيراني لايستطيع أن يغير سلوكه أو أن يلتزم بأي اتفاق سلام أو يتبنى أي خطة تنمية، لأنه نظام يقوم على عقيدة ثورية تهدف إلى نشر الاضطراب والفوضى والقلاقل والحرص على السيطرة واللغة الوحيدة التي يفهمها ذلك النظام هي لغة القوة والتي تكمن في إعادة الانتشار وإجراء المناورات العسكرية المعتادة لإرسال رسالة تحذير لإيران من أن تفكر في تجاوز حدودها.